سماعة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن في كتاب علي عليه السلام أن أشد الناس بلاءا النبيون، ثم الوصيون، ثم الأمثل فالأمثل، وإنما يبتلي المؤمن على قدر أعماله الحسنة، فمن صح دينه، وحسن عمله، اشتد بلاؤه، وذلك أن الله عز وجل لم يجعل الدنيا ثوابا لمؤمن، ولا عقوبة لكافر، ومن سخف دينه، وضعف عمله، قل بلاؤه، وإن البلاء أسرع إلى المؤمن التقي من المطر إلى قرار الأرض (1).
19 - وعنه، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: جاء رجل موسر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، نقي الثوب، فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فجاء رجل معسر، درن الثوب، فجلس إلى جنب الموسر، فقبض الموسر ثيابه من تحت فخذيه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: أخفت أن يمسك من فقره شئ؟ قال: لا، قال:
فخفت أن يصيبه من غناك شئ؟ قال: لا، قال: فخفت أن يوسخ ثيابك؟
قال: لا، قال: فما حملك على ما صنعت؟ فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله إن لي قرينا يزين لي كل قبيح، ويقبح لي كل حسن، وقد جعلت له نصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله للمعسر: أتقبل؟
قال: لا، فقال له الرجل: ولم؟ قال: أخاف أن يدخلني ما دخلك (2).
20 - وعنه، عنه علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، جميعا عن ابن محبوب، عن محمد بن النعمان الأحول (3)، عن سلام بن المستنير (4)، قال: كنت عند