إثنا عشر رسالة - المحقق الداماد - ج ٨ - الصفحة ٨٥
في السرور والحزن الا ان التقوى عنصر سنخ الايمان وحلية حزب الكرامة ومحلاب رشح الفيض ومفتاح باب الرحمة فعليكم بها عباد الله انها زمام البهجة وقوام السعادة وهى دواء داء قلوبكم وبصر عمى افئدتكم وشفاء مرض ارواحكم وصلاح فساد صدوركم وجلآء ابصار عقولكم وطهور دنس نفوسكم وامن فزع جاشكم وضيآء ظلمة سركم فتمسكوا بوثايقها واعتصموا بحقايقها و تسنموا ذروتها وتعلقوا بعروتها تؤل بكم إلى اكنان الدعة و اوطان السعة ومعاقل الحرز ومنازل العز في يوم تشخص فيه الابصار وتظلم له الاقطار وتعطل فيه صروم العشار وينفخ فيه في الصور فتزهق كل مهجة وتبكم كل لهجة وتذل الشم الشوامخ والصم الرواسخ فيصير صلدها سرابا رقراقا ومعهدها قاعا سملقا فلا شفيع يشفع ولا قرين ينفع ولا حميم يدفع ولا معذرة تسمع ايها المؤمنون المخبتون احذركم الدنيا الداثرة فانها دار شخوص ومحلة تنغيص ساكنها طاعن وقاطنها بآئين تميد باهلها ميدان السفينة بجالسيها تصفقها الرياح العواصف في لجج البحار الغامرة فمنهم الغرق الوبق الرنق ومنهم الناجى
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»
الفهرست