وصوم الجوارح والاركان وصوم اللسان والقلب جميعا فلتصم اسماعكم وابصاركم واركانكم وجوارحكم والسنتكم وقلوبكم وضمايركم ونياتكم وافئدتكم واسراركم فان لكل من هذه صوما و إذا صام كل صومه صامت جملتها وإذا صامت جملتها فقدمتم امر الصيام وافضل الصوم صوم الضمير عن حب المخلوق فانه الباطل الهالك ابدا وصوم القلب عن غير الخالق فانه الحق البهى الدائم سرمدا الا فنظفوا افئدتكم وطهروا قلوبكم واخلصوا نياتكم وازمعوا (واجمعوا) على خلوص الدين ومحوض الايمان بشراشركم وارواقكم و اتموا حقيقة صيامكم ووظيفة ايامكم بصوم اسماعكم وابصاركم وجوارحكم واركانكم و (اسبغوا) نافلة قيامكم في لياليكم بخضوع مشاعركم والبابكم وخشوع عقولكم واحلامكم فكم من صايم بالنهار ليس له خلاق من صيامه الا الجوع والظمأ وكم من قائم بالليل لا نصيب له من قيامه الا السهر والنصب وليكن تمام الصيام لنفوسكم صوم القلب عن غير الله سبحانه منذ فجر نهار العمر إلى ناشئة ليل الحمام وصوم اللسان الا عن ذكره اقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم واعوذ بمنعه كبريائه وسطوة بطئه من كيد الكائدين
(٥٢)