كتبنا في هذه الورقة بالقلم الخفي فمن تحرى رشدا فلا شر ولا ضرر * ومن تردى في الرد فليترشح لسقر فمن تعمد صوابا فلا سوء ولا عقاب * ومن هوى في العصيان فليتهيأ للعذاب يستصرخ فلا ينصر وفي النار يجرجر * ويصغر ولا يحبر وبجرائمه يدمر يستغيث فلا يغاث وفي جهنم يسحب * ويذل ولا يجذل وبذنوبه يشجب سييسر في الحشر للعسرى لا لليسرى * ولا تزر وازرة وزر أخرى سيهيأ في القيامة لجهنمها لا لمأواها * ولا تحمل حاملة حمل سواها فو رب المدبرات السفرة الكرام * والمراكب الجاريات في البحر كالآرام فو مالك الملائكة الكتبة العظام * والسفن السالكة في اليم كالأعلام ومصور الأنورين السراج والقمر * وبارئ الأغزرين البحر والمطر ومنشئ الأضوءين الشمس والهلال * وخالق الأجودين اليم والهطال لتردن قريبا عرصة الساهرة * والسرائر متبرطمة مكفهرة باسرة لتبلغن وشيكا موقف الحساب * والوجوه مغضبة عابسة ذات أقطاب فالأبرار في فرحة وروح وأجر * والفجار في تثريب وبوار وخسر فالمتقون في بهجة وحياة وثواب * والفاسقون في توبيخ وهلاك وتباب فبشرى للشارب من نهر القرآن * وتبارا للمتسربل سرابيل قطران فطوبى للناهل من حوض الكتاب * وهلاكا للمتقمص قمص نحاس مذاب ومن مرسل أمطار صبير الركام * وناشر رفات متناثر الرمام ومن باعث غيوث مبيض الغمام * ومحيي فتات بالي العظام نرجو أن يحرسنا من الدحر والجور * ويجير أرواحنا من الجور بعد الكور نؤمل أن يحفظنا من الإبعاد والفساد * ويعيذ نفوسنا من النقصان بعد الازدياد إنه رقيب خبير وبالرجاء جدير * وهو المقتدر الوارث البر النصير وإنه حفيظ عليم وبالأمل قمين * وهو المقيت الباقي العطوف المعين
(٧٥٥)