المصباح - الكفعمي - الصفحة ٧٦٠
واسع بقدم الطاعة في أوطارك فإن سريت فالملازمة لمدحه في سائر الأوقات وإن رسيت فالمزاملة لحمده على جميع الأقوات ألا وأغرب ما ضوعه في وضعه الأديب وارغب ما سطره في طرسه اللبيب كلام الرقيب القريب ثم تقرأ آية فيها وعظ وله عفا الله عنه في علم الإيهام خطبة وجيزة في فنها عزيزة وجعلها في مدح سيد البرية وتوريتها في السور القرآنية فكن لسورها قاريا ولمعارجها راقيا فعل وانهل من شرابها السكري وفكه نفسك بسجيعها السحري وهي الحمد لله الذي شرف النبي العربي بالسبع المثاني وخواتيم البقرة من بين الأنام وفضل آل عمران على الرجال والنساء بما وهب لهم من مائدة الأنعام ومنحهم بأعراف الأنفال وكتب لهم براءة من الآثام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي نجى يونس وهود ويوسف من قومهم برعد الانتقام وغذى إبراهيم في الحجر بلعاب النحل ذات الإسراء فضاها كهف مريم عليها السلام وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وآله عبده ورسوله الذي هو طه الأنبياء وحج المؤمنون ونور فرقان الملك العلام فالشعراء والنمل بفضله تخبر ولقصص العنكبوت الروم تذكر ولقمان في سجدته يشكر والأحزاب كأيادي سبا تقهر وفاطر يس لصافاته ينصر وصاد مقلة زمره تنظر الأعلام فالحواميم بقتال فتحه في حجرات قافه قد ظهرت وذاريات طوره ونجمه وقمره قد عطرت وبالرحمن واقعة حديده يوم المجادلة نصرت وأبصار معانديه في الحشر يوم الامتحان حسرت وصف جمعته فائز إذ أجساد المنافقين بالتغابن استعرت وله الطلاق والتحريم ومقام الملك والقلم فناهيك به مقام وفي الحاقة أعلى الله له المعارج على نوح المتطهر وخصه من بين الجن والإنس بيا أيها المزمل يا أيها المدثر وشفعه في القيامة إذ دموع الإنسان مرسلات كالماء المثعنجر ووجهه
(٧٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 755 756 757 758 759 760 761 762 763 764 765 ... » »»