المصباح - الكفعمي - الصفحة ٧٥٨
عليه وآله ما انسفحت الأمطار السواكب وانفسحت الآمال الكواسب أيها الناس إن داعي الموت قد حان وناح ونذير الشيب قد حال ولاح فكم من شجاع باسل قد ارتجم بما اجترم وأمسى من نشبه محروما وكم ذي درع سابل قد ارتغم بما اغترم فأصبح لعدوه مرحوما قد تمرمر عليه ما عذب عليه من مراضبه وحرج به ما رحب من مضاربه ونضبت سحائبه الحامية من مقاريه ونزلت قهرا أوزاره الهائمة عن مراقيه فاستوحش لاضمحلاله القريب واستأنس لاضمحلاله الرقيب قد زلزل الموت أقدام مواطيه ونشر مآتم مطاويه وضيق أرجاء مساويه وقطع أسباب مراسيه وسد سبل مجاريه وجذ آمال مراجيه أرداه بما أذراه ولاواه بما أولاه محاسنه قد محاها من حماها وما رثاها في ثراها قد بعد عن النوادي الدواني وصم عن المنادي المداني وشخص عن الموالي والعبيد والقريب والبعيد وانتقل من المداعاة إلى المعاداة ومن المهاداة إلى المداهاة ومن المتاحفة إلى المحاتفة ومن المساعفة المعاسفة ومن المكانفة إلى المناكفة ومن المرافقة إلى المفارقة ومن الملاصقة إلى المصالقة ومن المصاحبة إلى المحاصبة ومن شراب الرحيق إلى عذاب الحريق قد أدرجه رحيمه في أكناف أكفانه وبكاه حريمه مع أنواع أعوانه فباء بآثام المطامع والمطاعم ولم ينقذه الصديق المزامل والملازم قد كان لدرج العصيان مستلما راقيا ولأساطير البهتان ملتمسا قاريا أهواه فخره بأحلافه وأوهاه هوى جوره وإلحافه فانقطعت آماله واتصلت آلامه ورفضت أقسامه وفرضت أسقامه ألا وقد نادى الموت بإجرائه خيل المنايا بأرجائه وأفصح بأنبائه عما صنع بأبنائه أين من ذلل قطوف مجانيه لمناجيه وأسكن بحبوحة مغانيه لمناغيه أين من سها مساخطه لأضداده رائمة رامية وظباة سيوفه في نحور أعدائه
(٧٥٨)
مفاتيح البحث: الصدق (1)، الموت (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 753 754 755 756 757 758 759 760 761 762 763 ... » »»