صلاة ينثر عليهم بها من بركات مواهبه نثرا وينشر عليهم بها من سحائب رحمته نشرا أما بعد فإنه سبحانه قد جمعنا لأمر وضع به عنا إصرا وجبر به منا كسرا وسد به من ذوي الفاقة فقرا وأبرم به لأجل التناسل أمرا وجعل به متباعد الإنسان ضفرا وصير كلامنا في عقد نظامه شذرا وجعل به قل التناسل كثرا وصير بيمينه بحسن المواليد طهرا وأعلى به في نص كتابه ذكرا فقال وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وفلان بن فلان ممن فضل في أشكاله أدبا وسترا ونبل بين إخوانه خبرا وخبرا قد أتاكم يخطب كريمتكم باذلا لها من الصداق كذا وكذا نحلة ومهرا وهو يرى ما بذل على ما يرى لاستحقاقكم قليلا نزرا فشدوا رحمكم الله بمصاهرته أزرا ولا ترهقوه من أمره عسرا ولا تردوا يده مما سأله صفرا وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المؤمنين فيا فوز المستغفرين خطبة علي عليه السلام لما أراد تزويج فاطمة عليه السلام الحمد لله حمدا لأنعمه وأياديه وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة تبلغه وترضيه وصلى الله على محمد وآله صلاة تزلفه وتحظيه ألا وإن النكاح مما أمر الله عز وجل به ورضيه وهذا مجلسنا مما قد قضاه الله ورضيه وأذن فيه وهذا رسول الله صلى الله عليه وآله قد زوجني ابنته فاطمة عليه السلام وصداقها على خمسمائة درهم فاسألوا رسول الله أن يقبله واشهدوا علي فيه خطبة للجواد عليه السلام لما أراد تزويج ابنة المأمون الحمد لله إقرارا بنعمته ولا إله إلا الله إخلاصا بربوبيته وصلى الله على محمد سيد بريته وعلى الأصفياء من عترته أما بعد فإن من فضل الله على الأنام أن أغناهم بالحلال عن الحرام وأوحى ذلك في كتابه إلى نبيه صلى الله عليه وآله وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم ثم إن محمد بن علي بن موسى يخطب أم الفضل بنت عبد الله المأمون وقد بذل لها من الصداق مهر
(٧٦٢)