فمنهم من اقتصر على وسائل الأحكام والفروع وتهذيبها.
ومنهم من رام نهج البلاغة، ودستور معالم حكمها.
ومنهم من ألف في مكارم الأخلاق وآداب النفس وطهارة أعراقها.
ومنهم من ابتغى الصافي من أخبار تفسير القرآن فاحتوى نور الثقلين ببرهانها.
ومنهم من قصد إلى روايات المناقب والفضائل ومعالمها وبصائرها.
ومنهم من جمع موسوعات المعارف والأحكام، فجاس خلال بحار الأنوار لاقتناص عوالم علومها.
وإلى غير ذلك من سائر المواضيع والمعارف والبحوث، فكتبوا حولها وألفوا بينها، فأتعبوا بذلك نفوسهم الزكية، وصرفوا في سبيلها أعمارهم المباركة، حيث سهروا الليالي (1)، وخاضوا عنان الأسفار (2)، فركبوا الصعاب، وعانوا المشاق، من أجل التحصيل، والحفظ، والصيانة، والإبلاغ (3).