مقدمة التحقيق الحمد لله الذي استفاضت دلائل وجوده بآثار قدرته، وانتشرت أحاديث ثنائه بمرسلات الرياح من رحمته.
اللهم صلي على محمد عبدك ورسولك، وأمينك على وحيك، والمبلغ لأمرك ونهيك، كما صدع بكلماتك، وقام بحقك، ونصح لخلقك.
اللهم وصلي على ولاة عهده، والخلفاء من بعده، معادن الهدى والحكمة، وأهل بيت العصمة، الذي لا يضل من تمسك بهم، ولا يهتدي إلى الله من ضل عنهم.
لما كانت السنة الشريفة - من الأحاديث الجليلة المنيفة، والآثار السنية، والأخبار البهية - أحد الأصلين الأصيلين، والركنين الأساسيين، للفصل بالأحكام الفقهية واستنباطها، ومركز ثقل العقيدة ومبتنياتها، وقطب رص الأخلاق والمعرفة، وأساس دستور السياسة، وغير ذلك من الفعاليات والأمور الاجتماعية والاقتصادية، التي لا تنفك عنها مصالح البشر، لذا فقد شمر الذيل علماؤنا الأعلام، وحفاظ الشريعة الكرام، وتوجهت هممهم الشماء، وعزيمتهم السامية، إلى جمع الآثار والأخبار والسنن، ومن ثم ترتيبها وتنظيمها وتوزيعها على أبواب العلوم المختلفة، ومناهج الفنون المتنوعة.