مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي - الصفحة ١٦٩
والدليل على أن هذا في الرجعة قوله عز وجل * (ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون * حتى إذا جاؤوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أما ذا كنتم تعلمون) * (1) قال: " الآيات أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام) ".
فقال الرجل لأبي عبد الله (عليه السلام): إن العامة تزعم أن قوله تعالى * (ويوم نحشر من كل أمة فوجا) * عنى في (2) القيامة.
فقال أبو عبد الله (عليه السلام) " يحشر (3) الله يوم القيامة من كل أمة فوجا ويدع الباقين؟ لا ولكنه في الرجعة، وأما آية القيامة * (وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا) * (4) " (5).
[/ 19] حدثني أبي قال: حدثني ابن أبي عمير، عن المفضل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله عز وجل * (ويوم نحشر من كل أمة فوجا) * (6) قال: " ليس أحد من المؤمنين قتل إلا ويرجع حتى يموت، ولا يرجع إلا من محض الإيمان محضا، ومحض الكفر محضا ".
قال أبو عبد الله صلوات الله عليه: " قال رجل لعمار بن ياسر (7): يا أبا اليقظان

١ - النمل ٢٧: ٨٣ - ٨٤.
٢ - في المصدر: يوم، بدل: في.
٣ - في المصدر: أفيحشر.
٤ - الكهف ١٨: ٤٧.
٥ - تفسير القمي ٢: ١٣٠ - ١٣١، وعنه في البحار ٥٣: ٥٢ / ٣٠.
٦ - النمل ٢٧: ٨٣.
٧ - عمار بن ياسر: هو أبو اليقظان العنسي المكي، مولى بني مخزوم، أحد السابقين الأولين، والأعيان البدريين، وأمه هي سمية مولاة بني مخزوم، من كبار الصحابيات أيضا، قتلها أبو جهل فهي أول شهيدة في الإسلام، وقتل عمار مع الإمام علي (عليه السلام) بصفين سنة سبع وثلاثين وهو ابن ثلاث وتسعين سنة، ودفن هناك بصفين.
وقد عده البرقي والشيخ من أصحاب رسول الله وأمير المؤمنين صلى الله عليهما وآلهما، وقال الشيخ: وهو رابع الأركان.
انظر سير أعلام النبلاء ١: ٤٠٦ / ٨٤، تهذيب التهذيب ٧: ٣٥٧ - ٣٥٨، رجال البرقي: ١ و ٣، رجال الطوسي: ٢٤ / 33 و 46 / 1.
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»