مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي - الصفحة ٩٤
يقرؤكم السلام.
قال: فذهبت، فلما صرت بأعلى العقبة أشرفت على أهل اليمن، فإذا هم بأسرهم مقبلون نحوي، مشرعون رماحهم، مسوون أسنتهم، متنكبون قسيهم (1)، شاهرون سلاحهم، فناديت بأعلى صوتي: يا شجر، يا مدر، يا ثرى، محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقرؤكم السلام، قال: فلم تبق شجرة ولا مدرة ولا ثرى إلا ارتجت بصوت واحد: وعلى محمد رسول الله السلام وعليك السلام، فاضطربت قوائم القوم، وارتعدت ركبهم، ووقع السلاح من أيديهم، وأقبلوا إلي مسرعين، فأصلحت بينهم وانصرفت " (2).
[/ 50] (أحمد وعبد الله ابنا محمد بن عيسى) (3)، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، (عن أبي عبيدة الحذاء) (4) وزرارة بن أعين (5)، عن

١ - قسيهم: واحدها قوس وهو آلة نصف دائرة يرمى بها. أقرب الموارد ٢: ١٠٥١ - قوس.
٢ - بصائر الدرجات: ٥٠١ / ٢، باختلاف في السند، وأورده الراوندي في قصص الأنبياء:
٢٨٥ / ٣٥١، ونقله المجلسي في البحار ٤١: ٢٥٢ / ١١، عن المختصر.
٣ - في البصائر: أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين.
٤ - في البصائر: عن أبي عبد الله (عليه السلام).
٥ - زرارة بن أعين: هو ابن سنسن الشيباني، مولى لبني عبد الله بن عمرو السمين، شيخ أصحابنا في زمانه ومتقدمهم، وكان قارئا فقيها متكلما شاعرا أديبا، قد اجتمعت فيه خلال الفضل والدين، ثقة، صادقا فيما يرويه. وعده البرقي والشيخ من أصحاب الأئمة الأطهار الباقر والصادق والكاظم (عليهم السلام)، مات بعد أبي عبد الله (عليه السلام)، وترحم الإمام الصادق (عليه السلام) عليه وقال: " رحم الله زرارة بن أعين لولا زرارة ونظراؤه لاندرست أحاديث أبي (عليه السلام) ".
انظر رجال النجاشي: ١٧٥ / ٤٦٣، رجال البرقي: ١٦ و ٤٧، رجال الشيخ: ١٢٣ / ١٦ و ٢٠١ / ٩٠ و ٣٥٠ / ١، رجال ابن داود: ٩٦ / 629، رجال العلامة: 152 / 441، رجال الكشي: 136 / 217 و 133 / 208.
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»