مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي - الصفحة ٩٩
فقام على ذنبه فصلى ركعتين، وذلك عند زوال الشمس، فبصر به عطاء وأناس من أصحابه فأتوني فقالوا: يا أبا جعفر أما رأيت هذا الجان؟ فقلت: رأيته وما صنع، ثم قلت لهم: انطلقوا إليه وقولوا: يقول لك محمد بن علي: إن البيت يحضره أعبد وسودان وهذه ساعة خلوته منهم، وقد قضيت نسكك ونحن نتخوف عليك منهم، فلو خففت وانطلقت، قال: فكوم كومة من بطحاء (1) المسجد برأسه، ثم وضع ذنبه عليها ثم مثل في الهواء " (2).
[/ 54] الحسن بن موسى الخشاب، عن علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمن بن كثير الهاشمي (3)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: " كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم قاعدا في أصحابه إذ مر به بعير فجاء إليه حتى برك بين يديه، وضرب بجرانه الأرض ورغا، فقال له رجل من القوم: يا رسول الله أيسجد لك هذا الجمل؟ فإن سجد لك فنحن أحق أن نفعل، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): بل اسجدوا لله،

١ - البطحاء جمعها أبطح: مسيل واسع فيه دقاق الحصى. الصحاح ١: ٣٥٦ - بطح.
٢ - أورده الراوندي في الخرائج والجرائح ١: ٢٨٥ / ١٨، وابن الفتال في روضة الواعظين:
٢٠٤
- ٢٠٥، وذكره باختصار ابن شهرآشوب في المناقب ٤: ٢٠٣.
٣ - في البصائر: أحمد بن موسى الخشاب، عن عبد الرحمن بن كثير، ولم أجد للأول ذكر في كتب التراجم.
وأما الحسن بن موسى الخشاب، فهو من وجوه أصحابنا، مشهور كثير العلم والحديث، له مصنفات منها كتاب الرد على الواقفة، عده الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، وفي من لم يرو عنهم (عليهم السلام).
انظر رجال النجاشي: ٤٢ / ٨٥، رجال الشيخ: ٤٣٠ / ٥ و ٤٦٢ / ٣، خلاصة الأقوال: ١٠٤ / 240، فهرست الشيخ: 49 / 160.
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 103 104 105 ... » »»