مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي - الصفحة ١٩٨
بينهن وما تحتهن ".
فقلت: يا أبا جعفر وما الميزان؟ فقال: " إنك قد ازددت قوة ونظرا، يا سعد:
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الصخرة ونحن الميزان، وذلك قول الله عز وجل في الإمام * (ليقوم الناس بالقسط) * (1).
قال: ومن كبر بين يدي الإمام وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كتب الله له رضوانه الأكبر، ومن يكتب الله له رضوانه الأكبر يجمع بينه وبين إبراهيم ومحمد (عليهما السلام) والمرسلين في دار الجلال "، فقلت: وما دار الجلال؟ فقال: " نحن الدار وذلك قول الله عز وجل * (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين) * (2) (فنحن العاقبة يا سعد، وأما مودتنا للمتقين،) (3) فيقول الله عز وجل * (تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام) * (4) فنحن جلال الله وكرامته التي أكرم الله تبارك وتعالى العباد بطاعتنا " (5).
[/] وعنه، عن العباس بن معروف، عن حماد بن عيسى (6)، عن

١ - الحديد ٥٧: ٢٥.
٢ - القصص ٢٨: ٨٣.
٣ - ما بين القوسين لم يرد في نسختي " س وض ".
٤ - الرحمن ٥٥: ٧٨.
٥ - بصائر الدرجات: ٣١١ / ١٢، وعنهما في البحار ٢٤: ٣٩٦ / ١١٦، وأورده الكليني في الكافي ٤: ٦٩ / ٢ والصدوق في معاني الأخبار: ٣١٥ / ١ وفي من لا يحضره الفقيه ٢:
١٧٢
/ ٢٠٥٠، إلى قوله: مثلا وعيدا.
٦ - حماد بن عيسى: وهو أبو محمد الجهني مولى، وقيل: عربي أصله الكوفة وسكن البصرة، وقيل: إنه روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) عشرين حديثا، وأبي الحسن والرضا (عليهما السلام)، وكان ثقة في حديثه صدوقا، عده البرقي من أصحاب الإمام الصادق والكاظم والرضا (عليهم السلام)، واقتصر الشيخ على الإمام الصادق والكاظم (عليهما السلام) قائلا: بقي إلى زمان الإمام الرضا (عليه السلام).
قال العلامة: كان متحرزا في الحديث، وكان يقول: سمعت من أبي عبد الله (عليه السلام) سبعين حديثا، فلم أزل ادخل الشك على نفسي حتى اقتصرت على هذه العشرين.
مات (رحمه الله) في حياة الإمام أبي جعفر الثاني (عليه السلام) غريقا بوادي قناة - وهو واد يسيل من الشجرة إلى المدينة - في سنة تسع ومأتين، وقيل سنة ثمان ومائتين، وله من العمر نيف وتسعون سنة.
انظر رجال النجاشي: ١٤٢ / 370، رجال البرقي: 21 و 48 و 53، رجال الشيخ: 174 / 152 و 346 / 1، رجال العلامة: 124 / 323.
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»