فتح الأبواب - السيد ابن طاووس - الصفحة ٢٦٤
فصل:
ووجدت بخط الشيخ علي بن يحيى الحافظ (1) - ولنا منه إجازة بكل ما يرويه - ما هذا لفظه:
استخارة مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام.
وهي أن تضمر ما شئت وتكتب هذه الاستخارة وتجعلها في رقعتين، وتجعلهما في مثل البندق، ويكون الميزان (2)، وتضعهما في إناء فيه ماء، ويكون على ظهر أحدهما: (إفعل) والأخرى: (لا تفعل)، وهذه كتابتها: " ما شاء الله كان، اللهم إني أستخيرك خيار من فوض إليك أمره، وأسلم إليك نفسه، واستسلم إليك في أمره، وخلا لك وجهه (3)، وتوكل عليك فيما نزل به. اللهم خر لي ولا تخر علي، وكن لي ولا تكن علي، وانصرني ولا تنصر علي، واعني ولا تعن علي، وأمكني ولا تمكن مني، واهدني إلى الخير ولا تضلني، وأرضني بقضائك، وبارك لي في قدرك، إنك تفعل ما تشاء، وتحكم ما تريد، وأنت على كل شئ قدير.

(١) في " د " الخياط، وهو علي بن يحيى الحافظ، قال عنه الأفندي: " فقيه عالم جليل القدر، يروي عنه عربي بن مسافر العبادي وعنه يروي السيد ابن طاووس إجازة، والظاهر أنه بعينه الشيخ أبي الحسن علي بن يحيى الخياط الآتي " الذي عنونه أيضا، واستظهر اتحادهما قائلا: " لا يبعد عندي اتحاده مع الشيخ علي بن يحيى الحافظ المذكور آنفا، بل لعل الحافظ تصحيف الخياط، فلاحظ ".
أنظر " رياض العلماء ٤: ٢٨٦، الأنوار الساطعة: ١١٨ ".
(٢) أي اجعلهما متساويتين بأن تزنهما بالميزان. " من بيان البحار ".
(٣) أي لم يتوجه بوجه إلى غيرك في حاجة، قال الكفعمي [في المصباح: 396]: أي أقبل عليك بقلبه وجميع جوارحه وليس في نفسه شئ سواك في خلوته، وفي الحديث: أسلمت وجهي لله وتخليت أي تبرأت من الشرك وانقطعت عنه، والعرب تذكر الوجه وتريد صاحبه، فيقولون: أكرم الله وجهك أي أكرمك الله، وقال سبحانه: " كل شئ هالك إلا وجهه " أي إلا إياه. " من بيان البحار ".
(٢٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 ... » »»