أيوب، قال: حدثني أبو بكر الكوفي، عن حماد بن حبيب الكوفي (1) قال:
خرجنا حجاجا فرحلنا من زبالة (2) ليلا، فاستقبلنا ريح سوداء مظلمة، فتقطعت القافلة، فتهت في تلك الصحاري والبراري، فانتهيت إلى واد فقر، فلما أن جنني الليل آويت إلى شجرة عادية، فلما أن اختلط الظلام إذا أنا بشاب قد أقبل، عليه أطمار (3) بيض، تفوح منه رائحة المسك، فقلت في نفسي: هذا ولي من أولياء الله تعالى متى ما أحس بحركتي خشيت نفاره، وأن أمنعه عن كثير مما يريد فعاله، فأخفيت نفسي ما استطعت، فدنا إلى الموضع، فتهيأ للصلاة، ثم وثب قائما هو يقول:
" يامن أحار (4) كل شئ ملكوتا، وقهر كل شئ جبروتا، ألج (5) قلبي فرح الاقبال عليك، وألحقني بميدان المطيعين لك "، قال: ثم دخل في الصلاة، فلما أن رأيته قد هدأت أعضاؤه، وسكنت حركاته، قمت إلى الموضع الذي تهيأ منه للصلاة، فإذا بعين تفيض بماء أبيض، فتهيأت