اليقين - السيد ابن طاووس - الصفحة ٣٥٧
ذمه الله ولعنه، وولينا من أحبه الله ومدحه.
معاشر الناس، ألا إني النذير وعلي البشير، ألا إني المنذر وعلي الهادي، ألا إني النبي وعلي الوصي، ألا إني الرسول وعلي الإمام والوصي من بعدي.
ألا إن الإمام المهدي منا، ألا إنه الظاهر على الأديان، ألا إنه المنتقم من الظالمين، ألا إنه فاتح الحصون وهادمها وقاتل كل قبيلة من الشرك، المدرك لكل ثار لأولياء الله. ألا إنه ناصر دين الله، ألا إنه المجتاز (48) من بحر عميق. ألا إنه المجازي كل ذي فضل بفضله ولك ذي جهل بجهله. ألا إنه خيرة الله ومختاره، ألا إنه وارث كل علم والمحيط به. ألا إنه المخبر عن ربه السديد، ألا إنه المفوض إليه. ألا إنه قد بشر به من سلف من القرون بين يديه. ألا إنه باقي حجج الحجيج (49) ولا حق إلا معه. ألا وإنه ولي الله في أرضه وحكمه في خلقه وأمينه في علانيته وسره.
معاشر الناس، إني قد بينت لكم وفهمتكم، وهذا علي يفهمكم بعدي.
إلا إني أدعوكم عند انقضاء خطبتي إلى مصافقتي إلى (50) بيعته والإقرار به ثم مصافقته بعدي. ألا إني قد بايعت الله وعلي قد بايعني، وأنا آخذكم بالبيعة له عن الله عز وجل: * (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما) * (51).
معاشر الناس، إن الحج والعمرة من شعائر الله * (فمن حج البيت أو

(48) م: المجتاح، ق خ ل: متاج أو ممتاح.
(49) ق خ ل: إنه الباقي حجة ولا حجة بعده، ألا إنه لا غالب له ولا منصور عليه.
(50) م: على.
(51) سورة الفتح: الآية 10، وفي النسخ: (إن الذين يبايعون الله ورسوله يد الله فوق أيديهم).
(٣٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 ... » »»