اليقين - السيد ابن طاووس - الصفحة ٣٣٨
وآله وقال لنا ونحن محتوشوه بيوم بني قريضة إذ فتح الله على رسول الله صلى الله عليه وآله وقد قتل علي عليه السلام عشرة من رجالهم وأولي النجدة منهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا معشر المهاجرين والأنصار، إني أوصيكم بوصية فاحفظوها وموعز إليكم أمرا فاحفظوه:
ألا وإن علي بن أبي طالب أميركم من بعدي وخليفتي فيكم، أوصاني بذلك ربي.
على (17) إنكم إن لم تحفظوا فيه وتوازروه ولم تنصروه اختلفتم في أحكامكم واضطرب عليكم أمر دينكم، وولاكم شراركم.
ألا إن أهل بيتي هم الوارثون لأمري، القائمون بأمر أمتي من بعدي.
اللهم فمن أطاعهم من أمتي وحفظ فيهم وصيتي فاحشره في زمرتي، وأجعل له من مرافقتي نصيبا يدرك به فوزه الآخرة. اللهم من أساء خلافتي فيهم فأحرمه الجنة التي عرضها السماوات والأرض.
قال عمر: اسكت يا عمرو، فلست من أهل المشورة ولا ممن يرضي بقوله.
فقال له عمرو: اسكت يا بن الخطاب، فوالله إنك لتعلم إنك تنطق بغير لسانك وتعتصم بغير أركانك. والله إن قريشا لتعلم إنك ألأمها حسبا وأدناها منصبا (18) وأخملها ذكرا وأقلها غنى عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وآله، وإنك لجبان عند الحرب وأنت لئيم العنصر، ما لك في قريش من مفخر.
قال: فسكت عمر وجعل يقرع سنه بأنامله.
ثم قام أبو ذر الغفاري رحمه الله، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي

(17) كذا في النسخ ولعله: ألا.
(18) ق خ ل: نسبا.
(٣٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 ... » »»