اليقين - السيد ابن طاووس - الصفحة ٢٩٢
سبحان ربي، اتخذ إبراهيم خليلا وكلم موسى تكليما وأعطى سليمان ملكا عظيما، وكلمني ربي واتخذني خليلا وأعطاني في علي عليه السلام أمرا عظيما.
يا جبرئيل، من الذي لقيت في أول الثنية؟ قال: ذاك أخوك موسى بن عمران. قال: السلام عليك يا أول فأنت مبشر (14) أول البشر، والسلام عليك يا آخر فأنت تبعث آخر النبيين، والسلام عليك يا حاشر فأنت على حشر هذه الأمة.
قال: فمن الذي لقيت في وسط الثنية؟ قال: ذاك أخوك عيسى بن مريم يوصيك بأخيك علي بن أبي طالب عليه السلام، فإنه قائد الغر المحجلين وأمير المؤمنين وأنت سيد ولد آدم.
قال: فمن الذي لقيت عند الباب باب المقدس (15)؟ قال: ذاك أبوك آدم، يوصيك بوصيك، ابنه علي بن أبي طالب خيرا ويخبرك أنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين.
قال: فمن الذي صليت بهم؟ قال: أولئك الأنبياء والملائكة، كرامة من الله أكرمك بها، يا محمد. ثم هبط بي الأرض (16).
قال: فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وآله بعث إلى أنس بن مالك فدعاه، فلما جاءه قال له رسول إليه صلى الله عليه وآله: أدع [لي] (17) عليا، فأتاه. فقال: يا علي؟ أبشرك؟ قال: بماذا؟ قال: [لقيت] (18) أخاك موسى وأخاك عيسى وأباك آدم صلى الله عليهم، فكلهم يوصي بك.
قال: فبكى علي عليه السلام وقال: الحمد لله الذي لم يجعلني عنده منسيا.

(14) في البحار: تنشر.
(15) كذا في النسخ والبحار.
(16) م والبحار: إلى الأرض.
(17) الزيادة من ق.
(18) الزيادة من البحار.
(٢٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 ... » »»