اليقين - السيد ابن طاووس - الصفحة ٢٩٤
فيما نذكره عن محمد بن العباس بن مروان الثقة الثقة من كتابه (فيما نزل من القرآن في النبي وآله عليهم السلام) والذي أشرنا إليه، من تفسير * (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) * (1)، في أخذ عهود الأنبياء بالوحدانية والرسالة المحمدية وإن عليا أمير المؤمنين وسيد الوصيين، بما هذا لفظه:
حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال: حدثنا الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
أتى رجل إلى أمير المؤمنين وهو في مسجد الكوفة وقد احتبى بحمائل سيفه. فقال: يا أمير المؤمنين، إن في القرآن آية قد أفسدت علي ديني وشككتني في ديني! قال: وما ذاك؟ قال: قول الله عز وجل * (واسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا، أجعلنا من دون الرحمان آلهة يعبدون) * (2)، فهل في ذلك الزمان نبي غير محمد صلى الله عليه وآله فيسأله عنه؟.
فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: إجلس أخبرك إنشاء الله، إن الله عز وجل يقول في كتابه: * (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا) *، فكان من آيات الله التي أريها محمد صلى الله عليه وآله أنه انتهى جبرئيل إلى البيت المعمور وهو المسجد الأقصى، فلما دنا منه أتى جبرئيل عينا فتوضأ منها، ثم قال يا محمد، توضأ.

(1) سورة الأسراء: الآية 1.
(2) سورة الزخرف: الآية 45، وفي النسخ: (من أرسلنا قبلك).
(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 ... » »»