مثير الأحزان - ابن نما الحلي - الصفحة ٨٨
شهد قتل الحسين وما بها أكثر مالا منى ولا اثرى فرفعنا أيدينا من الطعام والسراج تتقد بالنفط فذهبت الفتيلة تنطفئ فجاء يحركها بإصبعه فأخذت إصبعه فاهوى بها إلى فيه فأخذت النار لحيته فبادر إلى الماء ليلقى نفسه فيه فلقد رايته يلتهب حتى صار حممة ولما اجتمع عبيد الله بن زياد وعمر ابن سعد بعد قتل الحسين (ع) قال عبيد الله لعمر اتنى بالكتاب الذي كتبته إليك في معنى قتل الحسين ومناجزته فقال ضاع قال لتجيئني به أتراك معتذرا في عجائز قريش قال عمر والله لقد نصحتك في الحسين نصيحة لو استشارني بها أبي سعد كنت قد أديت حقه فقال عثمان بن زياد أخو عبيد الله بن زياد صدق والله لوددت انه ليس من بني زياد رجل إلا وفي انفه خزامة إلى يوم القيامة وان حسينا لم يقتل قال عمر بن سعد والله ما رجع أحد بشر مما رجعت أطعت عبيد الله وعصيت الله وقطعت الرحم ورويت إلى ابن عائشة قال مر سليمان بن قتيبة العدوي ومولى بني تميم بكربلاء بعد قتل الحسين عليه السلام بثلاث فنظر إلى مصارعهم فاتكا على فرس له عربية وانشا مررت على أبيات آل محمد * فلم أرها أمثالها يوم حلت ألم تر ان الشمس أضحت مريضة * لفقد حسين والبلاد اقشعرت وكانوا أرجاءا ثم اضحوا رزية * لقد عظمت تلك الرزايا وجلت وتسألنا قيس فنعطي فقيرها * وتقتلنا قيس إذا النعل زلت وعند غني قطرة من دمائنا * سنطلبهم يوم بها حيث حلت
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»
الفهرست