مثير الأحزان - ابن نما الحلي - الصفحة ٩٣
قال جعفر بن محمد بن نما مصنف هذا الكتاب وقد رثيتها بأبياتي هذه للدار وجعلتها خاتمة ما قلته من الاشعار وقفت على دار النبي محمد * فألفيتها قد اقفرت عرصاتها وأمست خلاءا من تلاوة قارئ * وعطل منها صومها وصلاتها وكانت ملاذا للعلوم وجنة * من الخطب يغشى المعتقين صلاتها فأقوت من السادات من آل هاشم * ولم يجتمع بعد الحسين شتاتها فيعني لقتل السبط عبرى ولوعتي * على فقده ما تنقضي زفراتها فيا كبدي كم تصبرين على الأذى * اما آن ان يغنى اذن حسراتها فلذ أيها المفتون بهذا المصاب ملاذ الحماة من سفرة الكتاب بلزوم الأحزان على أئمة الايمان فقد رويت عن والدي رحمة الله عليه ان زين العابدين عليه السلام كان مع حلمه الذي لا توصف به الرواسي وصبره الذي لا يبلغه الخل المواسى شديد الجزع والشكوى لهذه المصيبة والبلوى بكى أربعين سنة بدم مسفوح وقلب مقروح يقطع نهاره بصيامه وليله بقيامه فإذا أحضر الطعام لافطاره ذكر قتلاه وقال وا كرباه ويكرر ذلك ويقول قتل ابن رسول الله جائعا قتل ابن الله عطشانا حتى يبل ثيابه قال أبو حمزة الثمالي سئل عليه السلام عن كثرة بكائه فقال إن يعقوب فقد سبطا من أولاده فبكى عليه حتى ابيضت عيناه وابنه حي في الدنيا ولم يعلم أنه مات وقد نظرت إلى أبي وسبعة عشر من أهل بيتي قتلوا في ساعة واحدة فترون حزنهم يذهب من قلبي
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 » »»
الفهرست