مثير الأحزان - ابن نما الحلي - الصفحة ٧٨
ورد علينا الحسين بن علي في ثمانية عشر من أهل بيته وستين رجلا من شيعته فسرنا إليهم وسألناهم ان يستسلموا أو ينزلوا على حكم الأمير عبيد الله أو القتال فاختاروا القتال على الاستسلام فعدونا عليهم من شروق الشمس فأحطنا بهم من كل ناحية حتى إذ اخذت السيوف مأخذها جعلوا يلجأون إلى غير وزر ويلوذون بالاكمام والحفر لوذا كما لاذ الحمام من الصقر فوالله يا أمير المؤمنين ما كان إلا جزر جزور أو نومة قائل حتى اتينا على آخرهم فهاتيك أجسادهم مجردة ووجوههم معفرة وثيابهم بالدماء مرملة تصهرهم الشمس وتسفى عليهم الريح زوارهم العقبان والرخم بقاع قرقر سبسب لا مكفنين ولا موسدين فقال كنت ارضى من طاعتكم بدون قتله ونقلت من تاريخ دمشق عن ربيعة بن عمرو الجرشى قال انا عند يزيد إذ سمعت صوت محفر يقول هذا محفرة بن ثعلبة اتى أمير المؤمنين باللئام الفجرة فاجابه يزيد ما ولدت أم محفز شر والأم قال علي بن الحسين عليهما السلام أدخلنا على يزيد ونحن اثنا عشر رجلا مغللون فلما وقفنا بين يديه قلت أنشدك الله يا يزيد ما ظنك برسول الله لو رآنا على هذه الحال قال يا أهل الشام ما ترون في هؤلاء قال رجل لا تتخذن من كلب سوء جروا فقال له النعمان بن بشير اصنع ما كان رسول الله يصنع بهم لو رآهم بهذه الخيبة فقالت فاطمة بنت الحسين يا يزيد بنات رسول الله سبايا فبكى الناس وبكى أهل داره حتى علت الأصوات فقال علي بن الحسين (ع) وانا مغلول فقلت أتأذن لي في الكلام فقال قل ولا تقل هجرا قلت
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»
الفهرست