قال: وكان نازلا في دار الصيديين (1) فدخلنا إليه عند العصر، وبين يديه ركوة فيها ماء، وهو يتمسح منها، فسلمنا عليه، فرد علينا السلام، ثم ابتدأنا فقال:
معكما أحد؟
قلنا: لا.
فالتفت يمينا وشمالا فلم ير أحدا فقال: أخبرني أبي، عن جدي أنه كان مع الباقر عليه السلام بمنى، وهو يرمي الجمار، فرمى، وبقي في يده خمس حصيات، فرمى باثنتين في ناحية من الجمرة وبثلاث في ناحية منها.
فقال له جدي: جعلني الله فداك، لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعه أحد، إنك رميت بحصياتك في العقبات ثم رميت بخمس بعد ذلك يمنة ويسرة.
قال: نعم يا ابن عم إذا كان في كل موسم يخرج الله القاسطين الناكثين غضين طريين فيصلبان هاهنا، لا يراهما إلا الامام، فرميت الأول بثنتين، والثاني بثلاث لأنه أكفر وأظهر لعداوتنا، والأول أدهى وأمر. (2)