5 - ومنها: ما روي عن رشيق حاجب المادراني (1) قال: بعث إلينا المعتضد (2) [رسولا] وأمرنا أن نركب ونحن ثلاثة نفر، ونخرج مخفين (3) على السروج ونجنب أخر، وقال: الحقوا بسامراء، واكبسوا دار الحسن بن علي، فإنه توفي ومن رأيتم فيها (4) فأتوني برأسه.
فكبسنا الدار كما أمرنا، فوجدنا دارا سرية (5) كأن الأيدي رفعت عنها في ذلك الوقت، فرفعنا الستر وإذا سرداب في الدار الأخرى، فدخلناه وكأن فيه بحرا وفي أقصاه حصير - قد علمنا أنه على الماء - وفوقه رجل من أحسن الناس هيئة قائم يصلي فلم يلتفت إلينا ولا إلى شئ من أسبابنا.
فسبق أحمد بن عبد الله ليتخطى فغرق في الماء، وما زال يضطرب حتى مددت يدي إليه فخلصته (6) وأخرجته، فغشي عليه وبقي ساعة.
وعاد صاحبي الثاني إلى فعل ذلك، فناله مثل ذلك، فبقيت مبهوتا.
فقلت لصاحب البيت: المعذرة إلى الله وإليك، فوالله ما علمت كيف الخبر، وإلى من نجئ (7) وأنا تائب إلى الله.
فما التفت إلي بشئ مما قلت، فانصرفنا إلى المعتضد.