أحد غيركم، ووالله ما في محمد مثلكم، ولقد قل المقام وطعامكم كثير، وماؤكم وافر لا تخافون قطعه.
فلما خرج قال ثقيف لأبي محجن: فإنا قد كرهنا دخوله، وخشينا أن يخبر محمدا بخلل إن رآه فينا أو في حصننا. فقال أبو محجن:
أنا كنت أعرف به، ليس منا أحد أشد على محمد منه، وإن كان معه.
فلما رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قال: قلت لهم: ادخلوا في الاسلام، فوالله لا يبرح محمد عقر داركم حتى تنزلوا، فخذوا لأنفسكم أمانا فخذلتهم ما استطعت.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: كذبت، لقد قلت لهم: كذا وكذا.
وعاتبه جماعة من الصحابة قال: أستغفر الله وأتوب إليه، ولا أعود أبدا. (1) 196 - ومنها: أن المشركين لما رجعوا من بدر إلى مكة أقبل عمير بن وهب الجمحي حتى جلس إلى صفوان بن أمية بن خالد الجمحي.
فقال صفوان: قبح الله العيش بعد قتلى بدر.
قال عمير: أجل والله ما في العيش بعدهم خير ولولا دين علي لا أجد له قضاء وعيال لا أدع لهم شيئا لرحلت إلى محمد حتى أقتله إن ملئت عيني منه، فإنه بلغني أنه يطوف في الأسواق، وإن لي عندهم علة أقول: قدمت على ابني هذا الأسير.
ففرح صفوان بقوله وقال: يا أبا أمية هل نراك فاعلا. قال: إي ورب البنية.
قال صفوان: فعلي دينك، وعيالك أسوة عيالي، وأنت تعلم أن ليس بمكة رجل أشد توسعا على عياله مني.
فقال عمير: قد عرفت بذلك يا أبا وهب.
قال: صفوان: فإن عيالك مع عيالي لن يسعني شئ ويعجز عنهم، ودينك علي.