ثم قال: اللهم خذها، فلا حاجة لي فيها (1). (2) 2 - ومنها: أن الحجاج بن يوسف كتب إلى عبد الملك بن مروان:
" إن أردت أن يثبت ملكك فاقتل علي بن الحسين ".
فكتب عبد الملك إليه: " أما بعد: فجنبني دماء بني هاشم وأحقنها، فإني رأيت آل أبي سفيان لما أولعوا فيها لم يلبثوا أن أزال الله الملك عنهم " وبعث بالكتاب إليه سرا (3).
فكتب علي بن الحسين عليه السلام إلى عبد الملك من الساعة التي أنفذ فيها الكتاب إلى الحجاج: " وقفت على (4) ما كتبت في حقن دماء بني هاشم، وقد شكر الله لك ذلك وثبت ملكك، وزاد في عمرك ".
وبعث به مع غلام له بتاريخ الساعة التي أنفذ فيها عبد الملك كتابه إلى الحجاج بذلك.
فلما قدم الغلام وأوصل الكتاب إليه، نظر عبد الملك في تاريخ الكتاب فوجده موافقا لتأريخ كتابه، فلم يشك في صدق زين العابدين عليه السلام ففرح بذلك، وبعث إليه بوقر (5) دنانير، وسأله أن يبسط إليه بجميع حوائجه وحوائج أهل بيته ومواليه.
وكان في كتابه عليه السلام: " إن رسول الله صلى الله عليه وآله أتاني في النوم فعرفني ما كتبت به إلى الحجاج (6) وما شكر الله لك من ذلك " (7).