قال حدثنا محمد بن أحمد بن أبي الثلج قال حدثنا الحسن بن محمد بن بهرام قال حدثنا يوسف بن موسى القطان قال حدثنا جرير عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لو أن الغياض أقلام والبحر مداد والجن حساب والانس كتاب ما احصوا فضائل علي بن أبي طالب وانشدت بيتين لابن وكيع الشاعر في أمير المؤمنين صلوات الله عليه هذه الأبيات * قالوا علي لماذا لست تمدحه * فقلت أصبحت في ذا الفعل معذورا * صرفت مدحي إلى من نور مدحته * يعده الناس اسرافا وتكثيرا * ولم أطق مدح من فاتت فضائله * قدر المدائح منظوما ومنثورا * ومن جواد قريضي ان بعثت به * في مدحه من علاه عاد محسورا * أأزعم الغيث يحيى الأرض وابله * أم أزعم البدر قد عم الورى نورا * ما زلت ذاك وذا بالوصف منهية * ولا أتيت بفضل كان مستورا * متى صرفت إليه الشعر امدحه * شهرت من وصفه ما كان مشهورا * وطلت أتعب فيمن ليس يرفعه * مدحي وانشر فضلا كان منشورا * سارت ماثره بالفضل ظاهرة * فما ترى لمديح فيه تأثيرا * وأصبح الوصف منه لاستفاضته * كاللفظ كرر في الاسماع تكريرا * يعد جهدي تقصيرا بمدحته * ولست ارضى بجهد عد تقصيرا * وأظنه بني على قول المتنبي * وتركت مدحي للوصي تعمدا * إذ كان نورا مستقلا كاملا * وإذا استقل الشئ قام بنفسه * وارى صفات الشمس تذهب باطلا * وفي هذا المعنى لأبي نؤاس في الرضا عليه السلام قيل لي لم تركت مدح ابن موسى * والخصال التي تجمعن فيه * قلت لا اهتدي لمدح امام * كان جبريل خادما لأبيه * ولبعضهم لا يبلغن مدح النبي وآله * قوم إذا ما بالمدائح فاهوا * رجل يقول إذا تكلم قال لي * جبريل اخبرني بذاك الله * ومن مديح ما وجدته لابن الرومي لي أحمدان لدنياي وآخرتي * ولي عليان فانظر من أعدت ولي * من خاتم الملك في الدنيا بخنصره * ومن على كتفيه خاتم الرسل * تعلقت راحتي منهم بأربعة * ان عشت أو مت للتأميل والأمل * منهم باثنين ما استسمحت يسمح لي * كما باثنين ما استشفعت يشفع لي * فللشفاعة حسبي أحمد وعلي وللمعيشة حسبي احمد وعلي (فصل في فضل اقتناء الكتب) قال بعض الحكماء الكتب أصداف الحكم تنشق عنه جواهر الشيم وقيل لاخر ما بلغ من شهوتك للكتب ورغبتك في قراءتها فقال إذا نشطت فهي لذتي وإذا اغتممت فهي سلوتي وقال آخر ما ورثت الأسلاف للاخلاف كنوزا أفضل من الكتب ولا حلت الاباء الأبناء حليا أجمل من الأدب وليم آخر على انفاذ المال في الكتب وترك الولد بغير عقل فقال اني اعتقد لهم كتب علوم تخلص أرواحهم لاعقد أموال تنعم أشباحهم وقيل لاخر فلان مات وما خلف لولده إلا كتبا فقال لقد خلف لهم ماثر لا تعفوها الأيام وترك لهم موارث لا تنفدها الأعوام وقال بعض المصنفين في فضل الكتب واقتنائها اعلم أن الكتاب قيد على الناس
(١٢٩)