مسألة في إرادة الله تعالى [بسم الله الرحمن الرحيم] لا يخلو تعالى جده أن يكون مريدا لنفسه أو بإرادة، ولا يجوز أن يكون مريدا لنفسه، لأنه لو كان كذلك، لوجب أن يكون مريدا للحسن والقبيح، وقد دل الدليل على أنه لا يريد القبيح، ولا يفعله.
ولا يجوز أن يكون مريدا بإرادة، لأنها لا تخلو من أن تكون موجودة أو معدومة، ولا يجوز أن تكون معدومة، لأن المعدوم ليس بشئ [ولا] يوجب لغيره حكما.
وإن كانت موجودة لم تخل من أن تكون قديمة أو محدثة، فإن كانت قديمة وجب تماثلها للقديم تعالى. وكذلك السوادان والبياضان، فيجب تماثل القديمين كذلك.
وأيضا فلو كان مريدا بإرادة قديمة، لوجب قدم المرادات بأدلة قد ذكرت في مواضعها.
فلم يبق إلا أن يكون تعالى مريدا بإرادة محدثة، وهذا باطل، من حيث كانت الإرادة عند مثبتيها عرض، والأعراض لا تقوم بأنفسها، ولا بد لها من محال، ولم تخل محل هذه من أن يكون هو أو غيره، ومحال كونه تعالى محل شئ من الأعراض لقدمه.