رسالة في معنى المولى - الشيخ المفيد - الصفحة ١٨
يقول:
فما وجدت فيها قريش لأمرها * أعف وأوفى من أبيك وأمجدا فأورى بزنديه ولو كان غيره * غداة اختلاف الناس أكدى واصلدا فأصبحت مولاها من الناس كلهم * وأحرى قريش أن تهاب وتحمدا فوصفه بأنه أصبح إمامها ورئيسها من بين كل الناس بلفظة " مولاها ".
والأخطل من لا يطعن عليه في العربية، ولا يمكن تخطئته فيما علم من جهة اللغة، كان أحد شعراء العرب وفصحائهم، والمبرزين في معرفة العربية.
والكميت بن زيد (1)، وهو ممن استشهد بشعره في كتاب الله عز وجل، وأجمع أهل العلم على فصاحته ومعرفته باللغة، ورئاسته في النظم،

(١) أبو المستهل، الكميت بن زيد بن خنيس بن مجالد من بني أسد، شاعر مقدم، فقيه، خطيب، فارس، شجاع. عالم بلغات العرب، خبير بأيامها. من شعراء مضر وألسنتها، ثقة في علمه، حتى احتج المفسرون في شعره. قال أبو عكرمة الضبي: لولا شعر الكميت لم يكن للغة ترجمان.
قال أبو الفرج: ولد أيام مقتل الإمام الحسين عليه السلام سنة ستين ومات سنة ست وعشرين ومائة، وكان مبلغ، شعره حين مات خمسة آلاف ومائتين تسعة وثمانين بيتا.
قال أبو عبيدة: لو لم يكن لبني أسد منقبة غير الكميت لكفاهم.
دعا له الإمام الصادق جعفر بن محمد عليه السلام بعد أن سمع منه أبياتا فقال:
" اللهم اغفر للكميت ما قدم وما أخر وما أسر وما أعلن، واعطه حتى يرضى ".
الأغاني ١٧: ٤١، والأعلام ٦: ٩٢.
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»