رسالة في معنى المولى - الشيخ المفيد - الصفحة ١٧
عن المفترض الطاعة، إلا إذا كان فرض طاعته من جهة الملك.
وقال: إن أهل اللغة هم الأصل في هذا الباب، وإليهم يرجع في صحته وفساده، وإذا ثبت عنهم ما ذكرناه في نفي معناكم في (مولى) من لفظه، سقط تعلقكم.
فقلت له: ما أنكرت على من قال، لك إنك لم تزد على الدعوى في جميع ما ذكرته شيئا، وأن اللغة وأهلها بخلاف وصفك من إقرارهم بتضمن لفظة (مولى) الإمامة، وعلمهم بذلك وظهوره وانتشاره في أشعارهم، وكثرته في استعمالهم.
فمن ذلك قول الأخطل (1) وهو يمدح عبد الملك بن مروان، 2) حيث

(١) غياث بن الصلت بن طارقة، ويقال: ابن سيحان بن عمرو بن الفدوكس بن عمرو ابن مالك بن جشم من بني تغلب، أبو مالك، والأخطل لقب غلب عليه. كانت أمه ليلى من قبيلة أياد النصرانية، عاش ومات نصرانيا، وكان الأخطل مسرفا في الشراب، اشتهر في عهد بني أمية بالشام، وأكثر من مدح ملوكهم، فمدح معاوية بن أبي سفيان ويزيد بن معاوية ومن بعدهم من خلفاء بني مروان، وهجا أعداءهم من العلويين وآل الزبير، والأنصار الذين خاصموا بني مروان، مات سنة ٩٠ هجرية، الأغاني ٨: ٣٢٠ - ٣٨٠، دائرة المعارف الإسلامية ١: ٥١٥، الشعر والشعراء: ٣٠٢، خزانة الأدب (٢) عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، ولد عام ٢٦ هجرية، وحكم الناس في شطر من البلاد الإسلامية أيام ابن الزبير بعهد من أبيه، واستوثق الأمر إليه بعد مقتله.
قال الذهبي: أنى العدالة، وقد سفك الدماء وفعل الأفاعيل.
وقال ابن عائشة: أفضى الأمر إلى عبد الملك والمصحف في حجره، فأطبقه وقال:
" هذا فراق بيني وبينك ". هلك عبد الملك سنة ٨٦ هجرية. أنظر تاريخ الطبري ٥:
٦١٠
، وفيات الأعيان ٢: ٤٠٢، ميزان الاعتدال ٢: ٦٦٤.
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»