المسائل العكبرية - الشيخ المفيد - الصفحة ٦٤
الثالث 1: أنهم اعتقدوا في الاقرار بالنص ظهور باطلهم في الدعوة إلى [13 ظ] أنفسهم مع قرب 2 ما يرجونه من إخراج الأمر عن قريش. إلى صاحبه ولا يكونون 3 حينئذ قد نالوا غرضا صحيحا في الاعتراف بالنص، اللهم إلا أن يريدوا لله عز اسمه 4! وليس كل واحد 5 يرى الرجوع في كل حال إلى الله تعالى 6، وإنما يرى ذلك من ترتفع 7 عنه دواعي الدنيا، ولم تكن مرتفعة عن طائفة من الأنصار، فكذلك قاموا 8 على ما كانوا عليه من دفع النص 9 والانكار.
فصل. وقد قال بعض الشيعة إن الأنصار لم تدعو إلى أنفسها لتتآمر على الأمة وتقوم في مقام الخلافة، وإنما دعوا إلى الأمر والتدبير مدة شغل أمير المؤمنين 10 بالنبي صلى الله عليه وآله، وفراغ قلبه للنظر في أمر الإمرة من المصيبة به 11. وهذا هو الظاهر من دعواهم، لقولهم: " منا أمير ومنكم أمير " 12 ولم يقولوا: " نحن الأئمة والخلفاء، ولا منا خليفة ولا إمام، ومنكم خليفة أو

1 - حش، رض، مل: والثالث.
2 - رض: قوة.
3 - حش، رض: ولا يكونوا، مل: ولا يكون.
4 - حش، رض، مل: عز وجل.
5 - حش، رض، مل: أحد.
5 - حش، رض، مل: عز اسمه.
7 - رض، مل: يرتفع.
8 - رض، مل: فلذلك أقاموا.
9 - رض، مل: الدفع للنص.
10 - حش، رض، مل: + عليه السلام.
11 - رض: + صلى الله عليه وآله.
12 - في صحيح البخاري. باب مناقب المهاجرين (2 / 291): واجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة فقالوا: منا أمير ومنكم أمير. فذهب إليهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح فذهب عمر يتكلم فأسكته أبو بكر، وكان عمر يقول: والله ما أردت بذلك إلا أني قد هيأت كلاما قد أعجبني خشيت، أن لا يبلغه أبو بكر. ثم تكلم أبو بكر فتكلم أبلغ الناس فقال في كلامه. نحن الأمراء وأنتم الوزراء. فقال حباب بن المنذر: لا والله لا نفعل، منا أمير ومنكم أمير. فقال أبو بكر. لا ولكنا الأمراء وأنتم الوزر... هم أوسط العرب دارا وأعربهم أحسابا، فبايعوا عمر أو أبا عبيدة! فقال عمر: بل نبايعك أنت، فأنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأخذ عمر بيده فبايعه وبايعه الناس.
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»