المسائل العكبرية - الشيخ المفيد - الصفحة ١٠١
المسألة الثامنة والثلاثون وسأل عن القلم فقال: نحن مجمعون عليه وهو مذكور في القرآن حيث يقول الله تعالى: * (والقلم وما يسطرون) * 1، وقد ثبت أنه يجري في اللوح، فخبرنا هل هو جار بسواه فمن الذي يكتب به؟
والجواب 2، أن القلم المعروف هو ما يكتب به كاتب 3، وليس في القرآن دليل على ما رواه أصحاب الحديث أن الله تعالى خلق فلما ولوحا يسطر بالقلم في اللوح، والذي تضمنه القرآن في 4 القلم يجري مجرى القسم، كما جاء القسم بأمثاله من المخلوقات المعروفة 5، فقال سبحانه: " والطور وكتاب مسطور في رق منشور " 6، " ق والقرآن المجيد " 7، " والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين " 8. فكان الله تعالى أقسم بالقلم كما أقسم بالتين والزيتون، وعلى حسب ما ذهب إليه الناس في ذلك، فقال بعضهم أن الله أن يقسم بما شاء من خلقه وليس لخلقه أن يقسموا إلا به. وقال آخرون إن القسم في هذه المواضع برب المذكورات، وإن كان اسم الرب فيها مضمرا، وتقديره ورب التين والزيتون، ورب القلم وما يسطرون، ورب ق والقرآن المجيد، وأمثال ذلك. وقال آخرون إنه في صورة القسم ومعناه ابتداء الكلام بذكر منافع الخلق، وعلى جميع الوجوه فليس في القرآن شاهد ما ذكره أصحاب الحديث في اللوح والقلم على التفصيل.
وإن صح الحديث بذلك، فإن الله تعالى يحدث في القلم اعتمادات وحركات

1 - سورة القلم (68): 1.
2 - رض: فصل والجواب.
3 - حش، رض: الكاتب.
4 - حش، رض: من ذكر.
5 - رض: المعروفات.
6 - سورة الطور (52) 1 - 3.
7 - سورة ق (50): 1.
8 - سورة التين (95): 1 - 3.
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»