ما من نبي ولا وصي [نبي] (1) يبقى في الأرض بعد موته أكثر من ثلاثة أيام حتى ترفع روحه وعظمه ولحمه إلى السماء، وإنما تؤتى مواضع آثارهم، ويبلغهم السلام من بعيد، ويسمعونه في مواضع آثارهم من قريب (2)
(١) من الكامل والكافي والتهذيب والبحار.
(٢) رواه في كامل الزيارات: ٣٢٩ ح ٣ عن محمد بن يعقوب، وبصائر الدرجات: ٤٤٥ ح ٥ عن أحمد ابن محمد... والكافي: ٤ / ٥٦٧ ح ١ عن عدة من أصحابه، عن أحمد بن محمد... والتهذيب: ٦ / ١٠٦ ح ٢ عن محمد بن أحمد بن داود القمي، عن أبيه، عن محمد بن الحسن الصفار..
والفقيه: ٢ / ٥٧٧ ح ٣١٦١ عن علي بن الحكم.
وأخرجه الوسائل: ١٠ / ٢٥٤ ح ٦ عن الفقيه والكافي والتهذيب.
وفي البحار: ١١ / ٦٧ ح ٢٢ عن الكافي، و ح ٢٢ / ٥٥٠ ح ٣ عن بصائر الدرجات ج 27 / 299 ح 3 عن الكامل والبصائر، و ج 100 / 129 ح 13 و 14 عن الكامل والتهذيب.
قال المجلسي (رحمه الله) في البحار: 97 / 130:
يمكن الجمع بين هذا الخبر وما سبق بأن يكون رفع الأكثر بعد الثلاثة ويمكث بعضهم إلى أربعين ثم يرفع، أو بأنه يرفع كل منهم بعد الثلاثة ثم يرجع إلى قبره ثم يرفع بعد الأربعين.
ثم إن في هذين الخبرين إشكالا من جهة منافاتهما لكثير من الأخبار الدالة على بقاء أبدانهم في الأرض كأخبار نقل عظام آدم عليه السلام ونقل عظام يوسف عليه السلام وبعض الآثار الواردة بأنهم نبشوا قبر الحسين عليه السلام فوجدوه في قبره، وأنهم حفروا في الرصافة بئرا فوجدوا فيها شعيب بن صالح وأمثال تلك الأخبار كثيرة.
فمنهم من حمل أخبار الرفع على أنهم يرفعون بعد الثلاثة ثم يرجعون إلى قبورهم كما ورد في بعض الأخبار أن كل وصي يموت يلحق بنبيه ثم يرجع إلى مكانه.
ومنهم من حملها على أنها صدرت لنوع من المصلحة تورية لقطع أطماع الخوارج والنواصب الذين كانوا يريدون نبش قبورهم وإخراجهم منها وقد عزموا على ذلك مرارا فلم يتيسر لهم.
ويمكن حمل أخبار نقل العظام على أن المراد نقل الصندوق المتشرف بعظامهم وجسدهم في ثلاثة أيام أو أربعين يوما أو أن الله تعالى ردهم لتلك المصلحة وعلى هذا الأخير تحمل الأخبار الأخر والله يعلم.
وقال الشيخ أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوايد: 258: إنا لا نشك في موت الأنبياء عليهم السلام، غير أن الخبر قد ورد بأن الله تعالى يرفعهم بعد مماتهم إلى سمائه وأنهم يكونون فيها أحياء منعمين إلى يوم لقيامة وليس ذلك بمستحيل في قدرة الله تعالى.
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: أنا أكرم على الله من يدعني في الأرض أكثر من ثلاث، وهكذا عندنا حكم الأئمة عليهم السلام، قال النبي صلى الله عليه وآله: لو مات نبي بالمشرق وما وصيه بالمغرب لجمع الله بينهما.
وليست زيارتنا لمشاهدهم على أنهم بها ولكن لشرف الموضع فكانت غيبة الأجسام فيها ولعبادة أيضا ندبنا إليها إلى آخر ما قال رحمه الله والله يعلم.