المزار - الشيخ المفيد - الصفحة ٢٠٠
جنة من العذاب، وهذا أوان انصرافي غير راغب عنك، ولا مستبدل بك، ولا مؤثر عليك غيرك، ولا زاهد في قربك، وقد جدت نفسي للحدثان، وتركت الأهل والأوطان، فكن لي شافعا يوم فقري وفاقتي وحاجتي، يوم لا يغني عني حميمي ولا قريبي.
أسأل الله الذي قدر رحيلي (1) إليك أن ينفس بك كربي، وأسأله أن لا يجعله آخر العهد من رجوعي، (وأسأله أن يجعل زيارتي لك ذخرا لي عنده، وأسأل الله الذي هداني للتسليم عليك 2) أن يوردني حوضكم، ويرزقني مرافقتكم في الجنان برحمته.
السلام عليك يا صفوة الله، السلام (على رسول الله) (3) محمد بن عبد الله خاتم النبيين، السلام على أمير المؤمنين وسيد الوصيين، وخليفة رسول رب العالمين، السلام على الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة من الخلق أجمعين، السلام على الأئمة الراشدين، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
ثم ادع لنفسك ولوالديك ولإخوانك، واسأل الله أن لا يجعله آخر العهد منك إن شاء الله (4).

(١) في التهذيب: رحلتي، وفي العيون: على رحيلي، وفي البحار: على رحلتي.
(٢) في التهذيب والعيون: (إليك، وأسأل من أبكى عيني عليك أن يجعله لي ذخرا، وأسأل الله الذي أراني مقامك وهداني للتسليم عليك).
وفي البحار والمزار الكبير: (إليك، وأسأل الله الذي أبكى عليك عيني أن يجعله لي سببا وذخرا، وأسأل الله الذي أراني مكانك وهداني للتسليم عليك وزيارتي إياك)).
(٣) في الأصل: عليك يا رسول الله. وما أثبتناه من (خ ل).
(٤) التهذيب: ٦ / 89، وعيون الأخبار: 2 / 270، والمزار الكبير: 230 ح 259 (مخطوط).
وأخرجه في البحار: 102 / 48 ح 3 عن العيون.
(٢٠٠)
مفاتيح البحث: العذاب، العذب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»
الفهرست