مقتضب الأثر - أحمد بن عياش الجوهري - الصفحة ٢٢
مثلي، قالت أم سليم: فنسيت ان أسأله ان يفعل مثل ما كان قلة من رسول الله وعلى والحسن والحسين صلوات الله عليهم، فلما خرجت من البيت ومشيت شوطا، ناداني يا أم سليم! قلت: لبيك، قال: ارجعي، فرجعت فإذا هو واقف في صرحة داره وسطا، ثم مشى فدخل البيت وهو يتبسم ثم قال: السى يا أم سليم فجلست فمد يده اليمنى فانخرقت الدور و الحيطان وسكك المدينة، وغابت يده عنى، ثم قال: خذي يا أم سليم!
فناولني والله كيسا فيه دنانير وقرطان من ذهب وفصوص كانت لي! من جزع في حق لي كانت في منزلي، فقلت يا سيدي أما الحق فاعرفه واماما فيه فلا أدرى ما فيه غير انى أجدها ثقيلا، قال: خذيها وامضى لسبيلك قالت:
فخرجت من عنده فدخلت منزلي وقصدت نحو الحق فلم أجد الحق في موضعه، فإذ الحق حقي، قالت: فعرفتهم حق معرفتهم بالبصيرة والهداية فيهم من ذلك اليوم والحمد لله رب العالمين.
قال الشيخ أبو عبد الله: سألت أبا بكر محمد بن عمر الجعابي عن هذه أم سليم، وقرأت عليه اسناد الحديث للعامة واستحسن طريقها وطرى أصحابنا فيه، فما عرفت أبا صالح الطرطوسي القاضي فقال: كان ثقة عدلا حافظا، واما أم سليم فهي امرأة من النمر بن قاسط، معروفة من النساء اللاتي روين عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: وليست أم سليم الأنصارية أم انس المالك، ولا أم سليم الدوسية، فإنها لها صحبة ورواية، ولا أم سليم الخافضة التي كانت تخفض الجواري على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا أم سليم الثقفية وهي بنت مسعود أخت عروة بن مسعود الثقفي فإنها سلمت و حسن اسلامها وروت الحديث (1).

(1) وأخرجه في البحار ص 226 و 227 ج 7 وفي اثبات الهداة ج 3 ص 200 مختصرا عن هذا الكتاب.
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»