مقتضب الأثر - أحمد بن عياش الجوهري - الصفحة ١٧
في بيت المقدس وليس كما تقولون، ولكنه الذي في بيت الله عز وجل الحرام هبط به جبرئيل إلى الأرض وهو أشد بياضا من الثلج، فاسود من خطايا بنى ادم فقال له اليهودي: صدقت والذي لا إليه الا هو انى لأجدها في كتاب أبى هارون واملاء موسى، فقال المهدي: وبقيت واحدة!
وهي أخبرني عن وصى محمد كم يعيش وهل يموت أو يقتل؟ فقال له على: يا يهودي وصى محمد أنا أعيش بعده ثلثين سنة لا أزيد يوما واحدا ولا انقص يوما واحدا، ثم ينبعث أشقاها شقيق عاقر ناقة ثمود، فيضربني ضربة هيهنا في قرني، فيخضب لحيتي، قال: وبكى علي عليه السلام بكاءا شديدا، قال: فصاح اليهودي وأقبل يقول: اشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد ان محمد عبده ورسوله، واشهد يا علي انك وصى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وانه ينبغي لك ان تفوق ولاتفاق ولن تعظم ولا تستضعف، وان تقدم ولا يتقدم عليك، وان تطاع فلا تعصى وانك لاحق بهذا المجلس من غيرك، واما أنت يا عمر فلا صليت خلفك أبدا فقال له على: كف يا هارون من صوتك، ثم اخرج الهاروني من كمه كتابا مكتوبا بالعبرانية، فأعطاه عليا عليه السلام فنظر فيه علي عليه السلام فبكا، فقال له الهاروني: ما يبكيك؟ قال له علي عليه السلام: يا هارون: هذا فيه اسمى مكتوبا، فقال له: يا علي! اقرأ اسمك في أي موضع هو مكتوب فإنه كتاب بالعبرانية وأنت رجل عربي؟! فقال له علي عليه السلام: ويحك يا هاروني! هذا اسمى أما في التورية سمى هابيل وفى الإنجيل حيدار فقال له اليهودي، صدقت والذي لا اله الا هو، انه لخط أبى هارون و املاء موسى بن عمران توارثته الآباء حتى صار إلى، قال: فاقبل على يبكى ويقول: الحمد لله الذي لم يجعلني عنده منسيا الحمد لله الذي أثبتني في صحف الأبرار، ثم أخذ علي عليه السلام بيد الرجل فمضى إلى منزله، فعلمه معالم الخير وشرايع الاسلام قال وما رويته أم سليم صاحبة الحصاة
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»