ولم ينطق بكلام، فتطاول إليه الناس بالأعناق، ونظروا إليه [بالاماق، ووقفت إليه الناس من جميع] الآفاق ومولانا أمير المؤمنين عليه السلام وإليه التسليم لا يرفع رأسه إليه.
فلما هدأت من الناس الحواس، فصح عن لسان كأنه حسام صقيل جذب من غمده وقال: أيكم المجتبى في الشجاعة، والمعمم بالبراعة، والمدرع بالقناعة؟
أيكم المولود في الحرم، والعالي في الشيم، والموصوف بالكرم؟
أيكم أصلح الرأس، والثابت الأساس، والبطل الدعاس (1) والمضيق للأنفاس، والاخذ بالقصاص؟
أيكم غصن أبي طالب الرطيب [وبطله المهيب والسهم المصيب] والقسم النجيب؟
أيكم الذي نصر به محمد صلى الله عليه وآله في زمانه فاعتز به سلطانه، وعظم به شأنه؟
أيكم قاتل العمرو بن، وآسر العمرو بن - العمروان اللذان قتلهما: عمرو بن عبد ود وعمرو بن الأشعب المخزومي، والعمروان اللذان أسرهما: عمرو بن معد يكرب وعمرو بن سعيد الغساني أسره في يوم بدر.
قال أبو جعفر ميثم التمار: فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أنايا سعد (2) بن الفضل بن الربيع بن مدركة بن الصليب بن الأشعث بن أبي السمعمع بن الا حبل بن فزارة بن دعبل (3) بن عمرو الدويني (4) فقال: لبيك يا علي.
فقال عليه السلام: سل ما بدالك، فأنا كنز الملهوف، وأنا الموصوف بالمعروف.
أنا الذي قرعتني الصم الصلاب، وهطل بأمري السحاب، وأنا المنعوت بالكتاب.
أنا الطور (5) ذو الأسباب، أنا " ق، والقرآن المجيد " أنا النبأ العظيم، أنا الصراط المستقيم