على عباد الله، ويظهرونها (1) لهم كما كانت الأوصياء وخلفاء الأنبياء الذين تقدموا نبينا - صلى الله عليه وآله وعليهم أجمعين - الذي هو سيدهم لأولهم وآخرهم أظهروها للأمم السالفة واحتجوا بها عليهم، على ما قصها الله تعالى إلى خيرته في محكم كتابه [فحكى] (2).
عن وصى سليمان عليه السلام الذي كان عنده علم من الكتاب فأتى بعرش بلقيس من سبأ إلى مقام سليمان عليه السلام بيت المقدس - مسيرة خمسمائة فرسخ - قبل أن يرتد إليه طرفه.
وكان هذا الوصي آصف بن برخيا وهو ابن عمه ووصيه وزوج ابنته. (3) هذا يوجب فضل نبينا صلى الله عليه وآله على جميع الأنبياء عليهم السلام، وكان فضل أوصيائه على كافة أوصياء الأنبياء الذين كانوا قبل نبينا صلى الله عليه وآله [كفضله عليهم] (4) وعلى جميع المرسلين.
والمشهور من معجزات يوشع بن نون بن إفرائيم (5) بن يوسف الذي كان وصي موسى عليه السلام، أنه كان في بعض غزواته فعن (6) له ما أعجزه عن صلاة العصر في وقتها حتى غربت الشمس، فتكلم عليه السلام بكلمات فرد الله الشمس إلى المكان الذي يصلي فيه العصر، فصلى هو ومن معه من المؤمنين، وهذا مما لا يختلف فيه لشهرته بين أهل العلم. (7) ووصى المسيح عليه السلام هو شمعون الصفا عليه السلام، وكان يبرئ الأكمه والأبرص ويأتي بالمعجزات والبراهين التي كان يظهرها المسيخ عليه السلام على ما اتفقت عليه روايات أصحاب الحديث، وكان معه شيعته الصديقون، فمن آمن به فهو مؤمن ومن جحده [كان] كافرا، ومن شك فيه كان ضالا. (8)