الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ٩٨
الأمر إلى الله ويظهر فيها ما يشاء حتى تكون معقلا لشيعتنا وتضرعا إلى الله ووسيلة للمؤمنين.
قال المفضل: فظلت باقي ليلتي راكعا وساجدا أسأل الله بقائي إلى صباح ذلك اليوم فلما أصبحت دخلت على مولاي منه السلام فقلت أريد الفوز العظيم والسعي إلى البقعة المباركة التي بين الذكوات البيض في الغريين قال: امض وفقك الله يا مفضل وصفوان معك قال المفضل:
فأخذ بيدي وقصدت مسجد السهلة، ثم استدللنا بالحبات الشعير المنثورة حتى وردنا البقعة فلذنا بها وزرنا وصلينا ورجعنا وأنفسنا مريضة خوفا من أن لا نكون وردنا البقعة بعينها، قال: ودخلنا من مزارنا منها إلى مولانا الصادق (عليه السلام) فوقفنا بين يديه فقال: والله يا مفضل ويا صفوان ما خرجتما عن البقعة عقدا واحدا ولا نقصتما عنها قدما فقلنا: الحمد لله ولك يا مولاي وشكرا لهذه النعمة وقرأ: (وكل شئ أحصيناه كتابا) وقوله: (وكل شئ أحصيناه في إمام مبين).
وروي بهذه الاسناد عن الصادق (عليه السلام) عن أبيه الباقر (عليه السلام) قال: دخل سلمان الفارسي (عليه السلام)، والمقداد بن الأسود الكندي، وأبو ذر جندب الغفاري، وعمار بن ياسر، وحذيفة بن اليمان، وأبو الهيثم مالك بن التيهان، وخزيمة بن ثابت، وأبو الطفيل عامر على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فجلسوا بين يديه والحزن ظاهر في وجوههم فقالوا له فديناك بالآباء والأمهات يا رسول الله انا نسمع في أخيك علي (عليه السلام) ما يحزننا سماعه وإنا نستأذنك في الرد عليهم، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): وما عساهم يقولون في أخي علي؟
فقالوا: يا رسول الله انهم يقولون: اي فضيلة له في سبقه إلى الإسلام، وإنما ادركه الإسلام طفلا، ونحن يحزننا هذا فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): هذا يحزنكم؟ قالوا: نعم يا رسول الله، فقال أسألكم بالله هل علمتم من الكتب الأولى ان إبراهيم (عليه السلام) هربت به أمه وهو
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»
الفهرست