الجعفري، عن علي بن أحمد البزاز صاحب جعفر (صلوات الله عليه)، قال هاشم: جلست بين يديه اسمع منه ولا أسال * وجلست عشرين سنة أسأله ويجيبني، فقلت له يوما: وقد دخل عليه عبد الله الديصاني وجماعة معه من أصحابه وقد سأله فقال له: يا أبا عبد الله يقدر ربك يجمع السماوات والأرض في بيضة لا تكبر البضة ولا تصغر السماوات والأرض، فقال أبو عبد الله (عليه السلام) انظر بعينيك يا ديصاني ماذا ترى، فقال أرى سماء وأرضا وجبالا وبحارا وأنهارا وضروبا من الخلق في صور شتى فقال له: ويحك يا ديصاني أنت ترى هذا كله في ناظريك الذي هو أقل من عدسة ولا يكبر ناظريك ولا يصغر ما تراه فالذي يجمع السماوات والأرض في بيضة لا تكبر البيضة ولا تصغر السماوات والأرض هو الذي جمع هذا كله في ناظريك ولم يصغر ما تراه فكان آخر كلامه أن قال له: ما اسمك فسك الديصاني فهزه أصحابه فقال لهم: اسمي عبد الله، فقال: ويحك كيف تجحد من أنت عبده فانقطع عن الكلام وسكت فلما خلا المجلس قلت له: يا أبا عبد الله اما رحمتك وسعت كل شئ فقد حملتني منها عظيما فأرني دلالة من دلائلك فقال: يا ديصاني حدث هاشم بقصتك فقلت في نفسي أوليس قد خرج الديصاني وخلا المجلس فإذا بالديصاني وحده واقف بين يديه ينتفض ويرتعد فقال حدثه لا أم لك فقال الديصاني: يا هاشم القدرة لله رب العالمين رب السماوات والأرض وهي في هذا الرجل ولقد والله دعا علي سبع مرات وزجرني سبع زجرات يقول لي بعد كل زجرة إن لم تقر بالله فكن قردا فصرت قردا وخضعت وخشعت وبكيت بين يديه فردني بشرا سويا فلم أقر بالله فقال لي: كن خنزيرا وكن وزغا وكن جريا وكن حديدا فكلا أكون واستقيله فيردني ولا أقر بالله إلى غايتي هذه ولا أدري ما يفعل فقلت لا إله إلا الله ما أعظم جرمك وأشد كفرك فقال له: الحق بأصحابك فإنهم منتظروك في الموضع الذي اخذناك منهم فقص عليهم قصتك فغاب الديصاني فقلت له يا
(٢٥٨)