لصاحب الحمار امدد برأسه فمده فنهض حيا وحمل عليه رحله ودخل الكوفة ونادى وشنع في الناس والطرق، وقال: ان ها هنا ساحر يعرف بجعفر بن محمد مر بحماري وهو ميت فتكلم عليه بسحره فأحياه فشنع أكثر الناس المخالفين من اجل ذلك وقال لي: من قابل اخرج يا مفضل:
فإنك تلقى صاحب الحمار سائل العينين أصم الاذنين مقطوع اليدين والرجلين اخرس اللسان على ظهر ذلك الحمار يطاف به فكان كما قال (صلوات الله عليه).
وروي عن محمد بن زيد، عن إبراهيم بن إسحاق، عن محمد بن عبيد الله الجوهري، عن علي بن إبراهيم، عن حمران بن أعين، عن أبي هارون المكفوف، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، قال أبو هارون: خرجت أريده فلقيني بعض أعدائه فقال أعمى يسعى إلى عند أعمى فمصيركما إلى النار يا سحرة يا كفرة فدخلت على مولاي الصادق (صلوات الله عليه) حزينا باكي العين، وعرفته ما جرى فاسترجع وقال:
يا هارون لا يحزنك ما قاله عدونا فوالله ما اجترأ الا على الله وقد نزلت به في الوقت عقوبة اندرت ناظريه من عينيه وجعلت أنت من بعده بصيرا ومن علامة ذلك خذ هذا الكتاب فاقرأه قال أبو هارون: فأخذت الكتاب ففضضته وقرأته إلى آخر حرف منه ثم قال: لا تنظر في امر يهمك الا رأيته لا تحجب بعد يومك هذا الا عن ما لا يهمك، قال أبو هارون: فصرفت قائدي من الباب وجئت إلى بيتي انظر إلى طريقي وإلى ما يهمني وقرأت سكك الدراهم والدنانير ونقش الفصوص وتزويق السقوف ولم احجب الا عما لا يعنيني فاني لم أكن أراه وسالت عن الرجل فوجدته لم يبلغ بعض طريقه إلى داره حتى فقد ناظريه من عينيه وافتقر وكان ذا مال فكان يسال الناس عن الطريق.
وعنه عن محمد بن قاسم العطار، وعلي بن عاصم الكوفي، قالا جميعا: حدثنا علي بن عبد الله الحسني، عن أبي هاشم داود بن القاسم