الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ١٢٠
الباطن فهو والله باطن علم الأولين والآخرين وسائر الكتب المنزلة على النبيين والمرسلين وما زادني الله وخصني الله من علم وما تعلمونه. واما قولها له: يا من أنت بكل شئ عليم فإن عليا يعلم علم المنايا والقضايا وفصل الخطاب فماذا أنكرتم، فقالوا بأجمعهم نحن نستغفر الله يا رسول الله لو علمنا ما تعلم لسقط الاعتذار، والفصل لك يا رسول الله ولعلي فاستغفر لنا، فأنزل الله تبارك وتعالى: (سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم ان الله لا يهدي القوم الفاسقين) وهذه في سورة المنافقون. فكان هذا من دلائله (عليه السلام).
وعنه عن محمد بن منير القمي عن زيد بن صعصعة التميمي عن عمار بن عيسى عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام)، قال قلت: يا سيدي كم من مرة ردت الشمس على جدك أمير المؤمنين قال: يا أبا بصير ردت له مرة عندنا بالمدينة، ومرتين عندكم بالعراق.
فأما التي عندنا بالمدينة فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صلى العصر وخرج إلى منفسح في غربي المدينة، وأمير المؤمنين (صلوات الله عليه) يتبعه ولم يكن صلى العصر فلحق رسول الله (صلى الله عليه وآله) النعاس فوضع رأسه في حجر أمير المؤمنين (عليه السلام) ورقد فلم ينتبه من رقدته إلا وقد توارت الشمس بالحجاب فلما انتبه رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال أمير المؤمنين: يا رسول الله ما صليت ولا أيقظتك من رقدتك اجلالا واعظاما واشفاقا عليك يا رسول الله فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اللهم انك تعلم أن عليا عظم نبيك واشفق عليه ان يوقظه من رقدته حتى غربت الشمس ولم يصل العصر فكرم نبيك ووصيك برد الشمس عليه حتى يصلي العصر فأقبلت من مغربها راجعة لها زجل بالتسبيح والتقديس، حتى صارت في منزلة الشمس لوقت العصر فصلى أمير المؤمنين (عليه السلام) ورسول الله (صلى الله عليه
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»
الفهرست