ولا إله إلا الله شهادة تبلغه وترضيه، وصلى الله على محمد صلاة تزلفه وتحظيه، الا وان النكاح مما امر الله به ورضيه، ومجلسنا هذا مما قدره الله وقضى فيه، هذا رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد زوجني ابنته فاطمة وصداقها علي خمسمائة درهم فاسألوا رسول الله، واشهدوا علي.
فقال رسول الله: ما زوجتك حتى زوجك الله في السماء منذ أربعين يوما، فاشهدوا رحمكم الله فخرج مولى لأم سلمة - زوجة رسول الله (صلى الله عليه وآله) - فنثر سكرا ولوزا ونثر الناس من كل جانب، وانصرف رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويده في يد أمير المؤمنين (عليهما السلام) حتى دخل إلى مشرفة أم سلمة، وهي مشرفة عالية البناء كثيرة الأبواب والطاقات وانصرف الناس إلى منازلهم، وارتفع في دور الأنصار نقر الدفوف من مشارف رسول الله (صلى الله عليه وآله) والأصوات بحمد الله وشكره والثناء عليه، فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بتمرات كانت له في قعب وفضلة سمن عربي فطرحه في قصعة كانت له وفتها بيده اليمنى وقال: قدموا يا أنصار الصحاف والقصاع، واحملوا إلى سائر أهل المدينة وأبواب المهاجرين والأنصار، ثم سائر المسلمين وأسرعوا في المدينة للسابلة ما يأكلون ويتزودون فلم تزل يده المباركة فيه تنقل من قصعة إلى الصحاف من ذلك الخبز وهي تمتلئ وتفيض حتى امتلأ منهما منازل المسلمين في المدينة وأسرعت في الطرقات فأكلت وتزودت السابلة وسائر الناس وقصعته (عليه السلام) كهيئتها بحالها.
وتكلم المنافقون والحساد لأمير المؤمنين (عليه السلام) وقالوا لنسائهم: ألقين إلى فاطمة ما تسمعن منا فبلغنها وقلن لها خطبك أكابر الناس أغنياءهم وبذلوا لك الرغائب، فزوجك رسول الله (صلى الله عليه وآله) من فقير قريش وليس له خمسمائة درهم الا ثمن درعه التي وهبها له رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن لا يقدر يملك من الدنيا أكثر من فراش أديم، ومضوغة محشوة ليف النخيل، وأصواف الغنم.