فإن أحب أحد من الأمة الزيادة على الخمسمائة درهم؟ فقال له (عليه السلام) يجعل ما يعطيها من عرض الدنيا برا ولا يزيد على الخمسمائة درهم، فقال حذيفة: صدقت يا رسول الله فيما بلغتنا إياه عن الله عز وجل في قوله عز من قائل: (وان آتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا).
قال النبي (صلى الله عليه وآله): ما وجب لهن ذلك الا عند الإفضاء إليهن، ألا ترى يا أبا عبد الله حذيفة، وتسمع قوله عز وجل:
(وان طلقتموهن من قبل ان تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح وأن تعفو أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم ان الله كان بما تعلمون بصير) فأعلم عز ذكره انه إذا لم يفض إليهن ولم يمسسن أن لا تأخذوا شيئا.
قال فلما تمت الأربعون يوما أمر الله رسوله (صلى الله عليه وآله) أن يزوجها من علي (عليه السلام) فزوجت في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحضر جميع المسلمين، وفيهم حاسد لعلي وشامت بفاطمة، وانها تزوجت من فقير ورضا مسرورا رضاء الله ورسوله، فلما اجتمع الناس وتكاتفوا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قد أخبرتكم معاشر الناس ما أكرمني به الله وأكرم به أخي عليا وابنتي فاطمة (عليهما السلام)، وتزويجها في السماء وقد أمرني الله أن أزوجه في الأرض وأن اجعل له نحلتها خمسمائة درهم ثم تكون سنة في أمتي من أغناهم، والمقل منهم ما تراضيا عليه.
ثم قال: قم يا علي فديتك فاخطب لنفسك فان هذا يوم كرامتك عند الله وعند رسوله.
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): الحمد لله حمدا لأنعمه وأياديه،