خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٢ - الصفحة ٤٦٧
الكامل، العارف المحقق، بهاء الدنيا والدين، غياث الاسلام والمسلمين، أدام الله أيامه في عز مؤبد، وفخر ممهد، ومجد مجدد، ونعمة قارة العيون، باسقة الغصون، دارة الحلب، حميدة المنقلب، محروسة الجوانب، مصونة من الشوائب.
وتأملت ما برز عنه من الألفاظ التي هي أنور من الماء الزلال، وأطيب من الغنى بعد الإقلال، فهي يعجز الطامع ببديعها، ويعجب السامع حنين جمعها وترصيفها، فكأن الشاعر عناه بقوله:
ولا ذنب للأفكار أنت تركتها إذا احتشدت لم ينتفع باحتشادها تنوب با يراد المعاني وألفت خواطرك الألفاظ بعد شرادها فإن نحن حاولنا اختراع بديعة حصلنا على مسروقها أو معادها وليس بمستغرب نوره ببديع النثر والنظم، مع ما وهبه الله سبحانه من جولة القريحة وقوة الفهم، نسأل الله أن يديم لفضلاء الآداب، ورؤساء الكتاب، ما كنفهم من طلبه، وشملهم من فضله، وأباحهم من مشاربه، وسوغهم من شرائعه، ليتم نفاق (ا) سوقهم، وليشمروا للاجتهاد فيه عن سوقهم، دلت ألفاظه الكريمة على استدعاء ما يكون تذكرة لأهل الوداد، وعهدا " يجدد به ما أخلقته يد العباد، فعند ذلك أحببت أن أدخل فيمن سارع في امتثال أو امره، لأكون من جملة من شرفه بذكره، ويخطره بخاطره.
فأقول: إن الشعر من أفضل مشاعر الأدب، وأجمل مفاخر العرب، به تستماح المكارم، وتستعطف الطباع الغواشم، وتشحذ الأذهان وتسل

(1) النفاق: بفتح النون والفاء، هو ما يقابل الكساد، بقال: نفقت السوق نفاقا "، أي: قامت وراجت تجارتها. (المنجد - نفق -).
(٤٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 461 462 463 464 465 466 467 468 469 470 471 » »»