العلوم من بين علمائكم في إيران.
فلما رأى الشيخ أن كلام الرسول قد أثر في مزاجه الأشرف، وانزجر من حكايته، فقال الشيخ بحضرته: ليس لتلك العلوم التي عدها الرسول وقر واعتبار عند أصحاب الكمال، والشيخ في أثناء الكلام قد حل شد چاقشوره (1) الذي لبس، وأنا أنظر إليه وأتعجب من حركة يد الشيخ في هذا المجلس، والملك الأعظم ناظر له، فبعد لحظة قد أطال الشيخ الشد في تلقاء وجه الرسول، ماسكا " رأس الشد بيده، فاستحال الشد في الحال بالتنين العظيم، فاستوحش الرسول وكل أهالي المجلس، وقاموا وأرادوا الفرار من المجلس، فجذب (2) الشيخ رأسه بجانبه، فعاد الشد كما كان، فعرض الشيخ بخدمته الشريفة (3) أن تلك الأعمال ليس لها اعتبار عند ذوي الابصار، وقد تعلمت هذا العمل في بعض هذه الأيام عن بعض أرباب المعارك في ميدان أصفهان، وهذا من أعمال اليد والنير نجات (4)، وقد تعلمها أصحاب المعارك (5) لاستجلاب الدرهم والدينار من العوام للحاجات. فأفحم الرسول ورجع عن المجلس الأرفع نادما " للتكلم عند الملوك والأفاضل بأمثال تلك الحكايات، وتعيير العلماء بهذه الخرافات (6).