خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٢ - الصفحة ٢١٣
الأخبار الدينية، والآثار اللدنية، والأحكام النبوية، والأعلام الامامية، العالم العلم الرباني، المؤيد بالتأييد السبحاني، المولى محمد تقي بن مجلسي الأصبهاني... إلى آخره (1).
وقال صاحب (حدائق المقربين) كما في الروضات: إنه كان تلميذا " للمولى عبد الله الشوشتري، والشيخ بهاء الدين محمد العاملي، وكان في علوم الفقه والتفسير والحديث والرجال فائق أهل الدهر، وفي الزهد والتقوى والعبادة والورع وترك الدنيا تاليا " تلو أستاذه الأول، مشتغلا " طول حياته بالرياضات والمجاهدات، وتهذيب الأخلاق والعبادات، وترويج الأحاديث، والسعي في حوائج المؤمنين، وهداية الخلق، وانتشر بيمن همته أحاديث أهل البيت عليهم السلام، واهتدى بنور هدايته الجم الغفير (2).
ونقل في بعض مؤلفاته الرائقة قال: اتفق لي التشرف بزيارة العتبات العاليات، فلما وردت النجف الأشرف أخذني الشتاء، فعزمت على الإقامة هناك طول الفصل، ورددت دابة الكراء. فرأيت ليلة في الطيف إذا أنا بأمير المؤمنين عليه السلام يلاطفني كثيرا " ويقول لي: لا تقم بعد ذلك ها هنا، واخرج إلى بلدك أصفهان، فإن وجودك في ذلك المكان أنفع وأبر. ولما كان اشتياقي في التشرف بخدمته المقدسة كثيرا "، بالغت في استدعاء الرخصة منه في التوقف، فلم يقبل من ذلك شيئا "، وقال: إن الشاه عباس قد توفي في هذه السنة، وإنما يجلس مجلسه الشاه صفي الصفوي، ويحدث في بلادكم الفتن الشديدة، والله تبارك وتعالى يريد أن تكون في مثل هذه النائرة بأصبهان باذلا " جهدك في هداية الخلق، أنت تريد أن تجئ إلى باب الله وحدك، والله يريد أن تجئ إليه - بيمن

(1) مقابس الأنوار: 17.
(2) روضات الجنات 2: 120.
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»