الغيبية، وأمره بعدم حضور الحائض والجنب لدى المريض عند احتضاره لئلا يتنفر عنه ما ينزل عليه - حينئذ - من الملائكة.
وحدثني ابن أخيه السيد (1) الجليل المتقدم: أن عمه الأكرم كان يكره تقبيل الناس يده، ويمتنع منه أشد الامتناع، وكان الناس يترقبون دخوله في الحضرة الشريفة الغروية لتمكنهم من تقبيل يده فيها لأنه كان فيها في حال لا يشعر بنفسه، ولا يغيره شئ، لاستغراقه في بحار عظمة الرب الجليل، برؤية آثار أعظم آياته، عليه سلامه وسلام الملائكة جيلا " بعد جيل.
وحدثني - طاب ثراه - قال: كنت معه - رحمه الله - في السفينة مع جماعة من الصلحاء وأهل العلم قافلين من زيارة أبى عبد الله عليه السلام فهبت ريح شديدة اضطربت بها السفينة، وكان فينا رجل جبان فاضطرب اضطربا " شديدا " فتغيرت حاله وارتعدت فرائصه، فجعل يبكي تارة ويتوسل بأبي الأئمة عليهم السلام أخرى، والسيد قاعد كالجبل لا تحركه العواصف، فلما رأى ما نزل به من الخوف والجزع قال: يا فلان مم تخاف؟ إن الريح والرعد والبرق كلها منقادة لأمر الله تعالى، ثم جمع طرف عبائه وأشار به إلى الريح كأنه يطرد ذبابا "، وقال: قري، فسكنت من حينه حتى وقفت السفينة كأنها راسية في الوحل.
وغير ذلك من الكرامات أشرنا إلى بعضها في كتابنا دار السلام.
عن خاله (2) المعظم بحر العلوم، طاب ثراه.