شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١ - الصفحة ٣٣٢
وكماله وكذا لم يفتكر في مبادي المطالب العالية والمقاصد النظرية ولم يتحرك إليها فهو مثل الحشرات لا يرى أن له وراء بدنه كمالا آخر فكان أعظم محبوباته بقاء جسده بهذه الحياة الزايلة، وأهم مهروباته هو نقصانها وموتها فهو حي ظاهرا وميت باطنا وماش في ظلمات شديدة بعضها فوق بعض، حايرا بايرا تائها وهكذا حاله إلى أن يموت فإذا مات وقع في ظلمة دائمة وحسرة ثابتة ووحشة باقية أبدا.
(هذا آخر كتاب العقل (1) والحمد لله وحده وصلى الله على محمد وآله وسلم).
اللهم اجعلنا من الذين تاهت أرواحهم في مطالعة الملك والملكوت. وكشفت لهم بنور العقل والفهم حجب العظمة والجبروت. وخاضوا بغوص التفكر في بحر اليقين، وتنتزهوا بعلو الهمة في زهر رياض المتقين برحمتك يا أرحم الراحمين.
* * *

١ - أنظر - وفقك الله لمرضاته - إلى كثرة الأحاديث الواردة من طرقنا في العقل ومدحه مع تأييده بالقرآن الكريم ثم انظر إلى كتب محدثي أهل السنة والجماعة ونقدتهم فقد عدوا من الموضوعات جميع الأحاديث في العقل قال المقدسي في كتاب الموضوعات «ومنها أحاديث العقل كلها كذب».
وأقول: العقل يدل على عدم جواز متابعة الفاضل للمفضول والعالم للجاهل ولعلهم لذلك أنكروا صحة أحاديث العقل، وقلنا في غير هذا المقام إن رواية خلق العقل وأنه قال له: أقبل فاقبل إلى آخره، رواه أبو نعيم والطبراني في المعجم الكبير وعبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل في كتاب الزهد. (ش)
(٣٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 ... » »»
الفهرست