كانوا أو عبيدا، بفضل العلم والايمان.
ففي حياة أولئك الاعلام المؤمنين دروس حيه لمن وعاها وأحسن الاخذ بها إذ هم الذين جاهدوا فأحسنوا الجهاد وجنوا ثمر جهادهم مباركا جنيا مرضيا، فحازوا الخير كله في حياتهم، وخلدوا أنفسهم بعد مماتهم، والفوز والرضوان من وراء ذلك يتلقاهم وما عند الله خير وأبقى.
وإنا إذ نكتب هذه السطور لنؤرخ علما فردا من اعلام القرنين الرابع والخامس وبطلا إسلاميا ناضل دون مبدئه أحسن نضال، وكافح عن عقيدته حتى أحرز النصر وكسب الظفر كما كتب له الخلود، فزخرت المعاجم بالتحدث عن فضله، وأثبتت آثاره له المقام السامي بين صفوف أعيان الأمة الاسلامية.
إنما نكتبها لنتخذ من سيرته نهجا ومن جهاده محفزا وباعثا، ومن علمه نبراسا، ومن أيامه وخلوده عظة وعبرة. ودراستنا له إنما هي عرض موجز لحياته بين أساتذته وأقرانه وتلامذته وبين آثاره واعماله، ثم بين مؤرخيه من مواليه وخصومه، وحين نجمع آراءهم على صعيد واحد يتمخض لنا الزبد ويتمحض الحق وندرك مدى أثر هذه الشخصية الكريمة في دعم الاسلام وخدمة التشيع خاصة، وما كان لها من الفضل في نشر المبدأ وتركيزه، ولنبدأ الآن حديثنا عن..
2 اسمه ونسبه هو محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام بن جابر بن النعمان بن سعيد بن جبير بن وهب بن هلال بن أوس بن سعيد بن سنان بن عبد الدار (المدان خ ل) ابن الديان بن قطن (فطر خ ل) بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحرث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن ملك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب